بعدما تسببت الثلوج في إغلاق العديد من الطرقات الوطنية والولائية، على مستوى 12 ولاية من ولايات الوطن تقريبا، من بينها تيزي وزو، بجاية، البويرة، المدية، بومرداس، بتيبازة، البليدة، جيجل، سطيف، برج بوعريريج، وغيرها، بالإضافة إلى أجزاء هامة من الطريق السيار شرق غرب، على الرغم من تدخل وحدات الجيش والدرك، بالإضافة إلى باقي مصالح الأمن، ومديريات الأشغال العمومية بكاسحات الثلوج ومختلف الآليات الأخرى عبر مختلف الولايات لأجل إزالة أكوام الثلوج المتراكمة وإعادة الطرقات إلى ما كانت عليه، وفك العزلة عن المناطق المتضررة وتسهيل تنقل المواطنين، وكذا عمليات إيصال المؤن والمواد الغذائية، وقارورات غاز البوتان، وغيرها من الاحتياجات الكبيرة للمواطنين في الكثير من المناطق المعزولة بسبب الثلوج· على صعيد آخر، فإن الثلوج وإن كانت قد منعت بعض التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم، وأوقفت الحياة بعدد معتبر من الولايات، إلا أنها لم تقف عائقا أمام نسبة لابأس بها من المواطنين، لا سيما العاملين بالجزائر العاصمة والولايات المجاورة لها، الذين وجدوا في القطارات بديلا عن الحافلات، وحتى عن سياراتهم الشخصية، التي تخلوا عنها بسبب الثلوج من جهة وبسبب حالة الطرقات من جهة ثانية، وفضلوا اللجوء إلى القطار، باعتباره الوسيلة الأسرع، والأكثر عملية في مثل هذه الظروف، وهو ما أدى إلى اكتظاظ كبير على مستوى محطات النقل بالسكك الحديدية، في الجزائر العاصمة· فمحطة آغا بالجزائر على سبيل المثال استقبلت خلال الأيام القليلة الماضية، أي منذ بدء تساقط الثلوج، التي تسببت في قطع العديد من الطرقات، الكثير من المواطنين، لا سيما مواطني ولايات، البليدة، بومرداس، البويرة، وغيرها، وقال أحد الأعوان الذي اقتربنا منه على مستوى المحطة المذكورة، أن القطار عموما، هو وسيلة النقل المفضلة للكثير من سكان الولايات المذكورة، في الأيام العادية، لكن العدد تضاعف خلال الأيام الأخيرة بعد أزمة الثلوج وانقطاع الطرقات، حيث توافدت أعداد كبيرة للغاية، وأغلب الزبائن هم المتجهون نحو مدن العفرون، البليدة، خميس مليانة، الشلف، إلى جانب البويرة والأخضرية، والثنية وبومرداس، حيث استنجد هؤلاء بالقطارات بعد أن صارت الحركة على مستوى الطرقات شبه منعدمة· بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم في الموضوع، بمحطة آغا دائما، قالوا إنهم في العادة زبائن دائمين للقطار، ولكنهم لاحظوا أن العدد قد تضاعف خلال اليومين الماضيين بشكل ملحوظ، وشكل اكتظاظا كبيرا، إنما لحسن الحظ لم يتم تسجيل تأخيرات كثيرة في مواعيد القطارات، على عكس ما كان يتم تسجيله في فترات سابقة، وكان الله أراد أن لا تضاف إلى معاناة الجزائريين مع الثلوج وموجة البرد القارسة، والطرقات المقطوعة، مشكلة وسائل النقل أيضا، وإلا اضطر الكثيرون إلى أخذ عطلات مرضية مفتوحة، أو إجازات من العمل، بفعل انعدام كافة وسائل النقل الكفيلة بإيصالهم إلى وجهاتهم المطلوبة· من جانب آخر، وعلى مستوى مدينة الجزائر العاصمة، فقد وجد المواطنون القاطنون بالمحطات التي يغطيها المترو، أو الترامواي، الحل في هاتين الوسيلتين، وإن كان بعضهم قد اشتكى سابقا من غلاء التذاكر، لاسيما بالنسبة للمترو، إلا أنه ونتيجة للمشاكل المختلفة التي خلفتها الثلوج والأمطار وانعكاساتها على الطرقات، حيث تسببت في اختناق مروري كبير ببعضها، وإغلاق بعضها الآخر، فإنهما يبقيان الوسيلتين الأكثر سهولة وسرعة لسكان العاصمة وما جاورها·