قضت أوّل أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو بإدانة المدعوّين (ن. عبد المجيد) و(ل. خليفة) المتابعين بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد وممارسة أعمال وحشية على جثّة وإخفاء جثّة إضرارا بالضحّية (أ· عقيلة) بعقوبة الإعدام، مؤيّدة بذلك التماس النيابة العامّة· المحاكمة المطوّلة للجناة كشفت تفاصيل مثيرة لعملية إزهاق روح التلميذة من قبل الشابّين، حيث أكّد تقرير الخبرة الشرعية أن الضحّية ذبحت بطريقة فصلت رأسها عن جسدها وعثر عليها بدون ساقيها ولا ذراعيها، إلى جانب اختفاء كبدها وكليتيها، بعدما أطعم بها جلاّداها الحيوانات المفترسة. وكشف الشهود المتأسسون في القضية أن القاتلين قادا عمليات بحث عن الضحّية رفقة سكان القرية في وجهات مختلفة محاولين إبعاد الأنظار عن موقع رمي الجثّة أوّل مرّة قبل العودة إليها وتحويلها إلى أزفون، كما أنهما شاركا في حفر قبرها بعد العثور عليها· وتمكّن الجانيان من طمس أثار الجريمة التي ظنّا أن سرّهما دفن مع الجثّة، إلاّ أن تأنيب الضمير دفع أحد المتّهمين إلى البوح بالحقيقة بعد هلوسات حادّة انتابته في أحد الأعراس التي شرب فيها إلى حد الثمالة، الحقيقة التي ظلّت مبهمة طيلة شهرين كاملين ولم تتوصّل التحقيقات إلى إظهار أيّ جانب منها، حيث بني الملف على التصريحات التي أدلى بها انطلاقا من تاريخ القتل إلى الكيفية والدافع لاقتراف الجريمة. حيث تبيّن أن المتّهم الرئيسي عشيق الضحّية كان بصدد التحضير لخطبة فتاة غيرها فهدّدته بكشف أمرهما وحملها منه فاستدرجها إلى مكان الجريمة موهما إيّاها بالهرب رفقته للزّواج بعيدا عن القرية، وبعد قتلها مباشرة اتجه إلى المطار الدولي هواري بومدين لاصطحاب أحد الجيران بغية خلق شاهد يستفيد منه إن اقتضى الأمر، حيث ركّز دفاعه على بعض الوثائق المتحصّل عليها بالعاصمة يوم الوقائع، غير أن اعتراف الشريك الثاني في القضية بالتفاصيل الدقيقة والوقائع التي اهتزّت لها المنطقة حالت دون إنقاذهما من حبل المشنقة· والد الضحّية لدى سماعه خلال جلسة المحاكمة صرّح بأن اكتشاف قاتلي فلذة كبده والمنكّلين بجثّتها كان عليه أشدّ وقعا من موتها كونهما ابنا القرية وجيران لم يسبق وأن حدثت بينهم خلافات·