اندلعت ليلة أول أمس بحي بوشراي ببلدية وادي قريش، في الجزائر العاصمة، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وسكان الحي الذين تم إقصاؤهم من عملية إعادة الإسكان حيث أقدموا على قطع الطريق وإضرام النار في العجلات المطاطية والاعتداء على عناصر الأمن بالحجارة كما خلفت هذه المواجهات خسائر مادية طالت ممتلكات بعض المواطنين. احتجت عشرات العائلات بحي بوشراي التي عادت نهار أول أمس إلى الحي بعد أن تركتهم السلطات المحلية بحظيرة السيارات بالمركب الاولمبي 05 جويلية دون مأوى بين ليلة وضحاها بعد أن تم إقصائهم من السكنات الجديدة التي استفادت منها أكثر من 600 عائلة في كل من حي فونتان فراش وديار الكاف وحي بوشراي حيث أقدموا في حدود الساعة التاسعة النصف مساء على محاصرة سيارة الشرطة التي قصدت للمكان لمراقبة الأوضاع وقاموا برشقها بالحجارة قبل أن يتدخل بعض الشباب الذين سارعوا لفتح الطريق لعناصر الأمن لمغادرة المكان وهو ما استفز العائلات المقصاة التي سارعت إلى قطع الطريق وإضرام النار كما قامت برشق مركز الأمن الحضري الأول بالحجارة إلى جانب حرق عدد من المركبات وتكسير واجهة مركز الوكيل المعتمد لشركة رونو بحي باسطا علي، هذا وقد تواصلت أعمال الشغب إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس استدعت تدخل قوات المكافحة للشغب للسيطرة على الوضع وتجنب وقوع ما لا يحمد عقباه حيث استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفرقة المحتجين. من جهتها عناصر الحماية المدنية وصلت إلى الموقع في حدود منتصف الليل حيث تمكنت من إخماد النيران التي اندلعت في عدد من السيارات، كما تم نشر عناصر الشرطة في الحي لتفادي أي مواجهات جديدة غير أنه في حدود الساعة الحادية عشر من نهار أمس تجمهر السكان مجددا على قارعة الطريق لإرغام السلطات المحلية على إعادة النظر في أحقيتهم في الحصول على سكنات خاصة وأنهم لم يستفيدوا من قبل كما تدعيه اللجان التي أشرفت على عملية الإحصاء ما تسبب في عرقلة حركة المرور . هذا وقد هددت بعض العائلات باللجوء إلى العدالة لإنصافها وهي بصدد رفع شكاوي ضد المسؤولين عن مأساتها حيث أصبحت متشردة دون مأوى بعد أن كانت تحتمي تحت سقف من القصدير أصبحت اليوم في الشارع تلتحف السماء دون ماء أو أكل بعد أن هدمت منازلها التي آوتها لنصف قرن من الزمن، معبرة عن استيائها لما أسمته بالحقرة حيث أوضحت أن أمتعتها لا تزال بالمحتشد في الطريق السريع شرق غرب بالكاليتوس محملة في الشاحنات كما اتهمت السلطات المحلية بالتحايل عليها حيث كانت عملية الترحيل هذه المرة مختلفة عن سابقاتها حيث تم تنظيمها في وضح النهار وتم تهديم البيوت أما أعين قاطنيها بعدما سلمت لهم رقم الشاحنة التي ستقل أغرضهم إلى السكن الجديد غير أنهم تفاجأوا على مستوى الطريق الشريع الرابط بين أولاد موسى والأربعاء بأنهم مقصون بحجة أنهم استفادوا من سكن في وقت سابق وهو ما اضطرهم للعودة إلى الحي بعد أن نال منهم التعب والجوع والعطش تحت أشعة الشمس الحارقة.