يعيش سكان أحياء مدينة قصر البخاري منذ أكثر من شهر أزمة حادة في الماء الشروب لدرجة أن حنفيات هذه الأحياء لم تصلها قطرات الماء لمدة وصفت بالطويلة، انجر عن هذه الوضعية توسيع دائرة الاحتجاج لدى مواطني الجهة· الوضعية وحسب مصادر عليمة ل(أخبار اليوم) فإن ندرة المادة كانت من بين العوامل الرئيسية في تذمر السكان، والذين سبق لهم وأن أعربوا عن استيائهم عديد المرات من حالات التباطؤ المميت للسلطات في وضع حد لأزمة المياه الصالحة للشرب التي تفاقمت بشكل ملفت للانتباه منذ أكثر من سنتين، وأصبح غالبية المواطنين أمام هذا الوضع المزري في متاهة بسبب حرمانهم من التزود بالماء الشروب بمختلف أحياء المدينة خاصة الأحياء الشعبية منها، على غرار سكان شارع محمد خميستي-العمارات الجنوبية -حي الهندسة-حي الزبرة وغيرها، حيث بلغت أزمة العطش التي ما انفكت تحاصر هؤلاء السكان ذروتها، في ظل عدم تدارك المسؤولين المعنيين بتزويد السكان بالمادة، وحسب المعلومات المستقاة من عين المكان، فإن عديد المواطنين أكدوا أن مساعيهم الرامية لإقناع السلطات حول نقطة نضوب هذا المورد الحيوي هي أكثر من ضرورة، إلا أنها باءت بالفشل، في حين توجد أحياء لا ينقطع عنها الماء إلا قليلا حسب ذات المصدر، والغريب في الأمر أن يحدث هذا في عز الشتاء المثلج هذه الأيام، أين يلجأ معظم السكان إلى التزود بالماء عن طريق كراء الصهاريج وبأثمان ليست في متناول الطبقة الزوالية، أو اللجوء إلى مناطق قريبة يوجد بها منابع ومياه جوفية مثل منطقة بوغار أو سانق ···، إذ يعتمد بعض سكان الأحياء على الحمير لجلب المياه إلى المنازل، إلى جانب الأطفال المتمدرسين الذين يقضون جل أوقاتهم في الانشغال بنقل المياه بطريقة الدلاء· كما تشهد مدينة قصر البخاري نقصا فادحا في محطات تخزين المياه مقارنة بعدد السكان الذي بلغ تعدادهم 70 ألف نسمة· كما أن كمية المياه الممنوحة لهذه المنطقة قد انخفضت بشكل ملفت للنظر خلال السنوات الأخيرة، فبعدما كانت تتجاوز 8 آلاف م3 يوميا أصبحت محصورة ما بين 4 آلاف و 5 آلاف م3، ناهيك عن ضياع نسبة تفوق ال40 في المائة خاصة في فصل الصيف لتخريبها من طرف الرعاة على مسافة 98 كلم من منبعها بالبيرين بالجلفة إلى غاية قصر البخاري بالمدية، بالإضافة إلى نقص المشاريع التنموية التي تخص أساسا قطاع الري، وهي القطرة التي أفاضت كأس الغضب المتنامي لدى المواطنين الذين عبروا في كثير من الحالات عن استنكارهم الواضح حيال صمت السلطات المحلية المعنية، التي لم تع دورها المَنُوطِ بها، والمكتفية بوعودها التسويفية فيما يخص المشاريع الضخمة لتوفير الماء الشروب، وللإشارة فإن ولاية المدية تعتمد مناطقها الحضرية الكبرى على الولايات المجاورة، فيما يخص التزود بالماء الشروب كالمدية التي تتزود من سد غريب ووادي الشفة والبرواقية من سد غريب وبني سليمان وشلالة العذاورة من سد واد الحمام ببلدية السدراية بشرق المدية ومنطقة البيرين مؤخرا على التوالي، ويبقى الحل النهائي معلقا على إتمام مشروع سد كدية أسردون الذي يزود قرابة 11بلدية بالمدية·