مشاريع هامة لم تر النور لأنها تحت إشراف السلطات المحلية! لا شك أن المشاريع التي استفادت منها ولاية بجاية في السنوات الأخيرة ضخمة وهامة جدا والهدف منها تحسين ظروف الحياة الاجتماعية للسكان بالدرجة الأولى والتي شملت عدة قطاعات إستراتيجية بمدلول التنمية، منها قطاع الري، الأشغال العمومية، الفلاحة·· ، غير أن ذلك لم ينعكس إيجابا على الحياة اليومية للمواطن، والسبب الجوهري يتمثل في تماطل الجهات المعنية في تنفيذ هذه المشاريع· والبعض من هذه المشاريع تجسدت على أرض الواقع منها ما يتعلق بالمنشآت القاعدية كالجسور والممرات الأرضية والطرقات، والتي تدخل في إطار البرامج الكبرى التي تتولى الوزارة بنفسها السهر عليها، وكذا قطاع الري الذي تمكن أخيرا من إنهاء سد تيشحاف واستغلاله لصالح سكان الولاية بما فيه القطاع الفلاحي، وفي نفس الوقت استفاد القطاع الفلاحي من دعم مباشر المادي والمالي، أين استطاع الفلاحون تطوير نشاطهم وتنويع منتوجهم الفلاحي، وهو الأمر الذي ساهم إيجابا في تموين السوق وتوفير المنتجات الفلاحية الموسمية وغيرها للمواطنين، لكن للأسف أن هذه المجهودات لم يظهر لها أثر على الساحة بالشكل الملموس، حيث أن المشاكل الأخرى التي تتولى حلها السلطات المحلية طغت عليها وجعلت السكان يتذمرون منها يوميا، وهنا نشير إلى المشاريع المجسدة في إطار برامج التنمية المحلية· 55 بالمائة من الطرق بحاجة إلى تعبيد وهنا الكارثة، حيث أن 55 بالمائة من طرقات الولاية في حاجة ماسة للتعبيد والترميم والترصيف وهناك أحياء بأكملها لا يجد سكانها طريقا أو سبيلا للالتحاق بمنازلهم أو الخروج منها، ولا تصلح حتى للمواشي، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، شبكة الطرقات التابعة لمنطقة تقليعت المتواجدة حاليا في حالة كارثية، وأيضا منطقة تزبوجت، منطقة سيدي أحمد، منطقة دار الناصر، منطقة تالة مرخة، حي الرملة ·· وأحياء أخرى في بلدية القصر والمنطقة الصناعية، منطقة خراطة ونفق خراطة، بلدية بوخليفة والقائمة طويلة ·· ولعل السلطات المحلية اطلعت على واقع شبكة الطرقات أثناء زيارتها للمناطق المتضررة من العاصفة الثلجية، أين وجدت مركبات الحماية المدنية وشاحنات الجيش الوطني الشعبي صعوبة للوصول إلى المناطق المعنية، أما طرقات الأحياء والأزقة المنتشرة فقد تم تخريبها أثناء تمرير قنوات المياه والغاز، والمقاولات المكلفة بذلك لم تحترم دفتر الشروط وراح عمالها بالحفر دون إعادة وضعية الطرقات إلى حالتها الأولى، وقد رفضت مصالح بلدية بجاية الشروع في تعبيد الطرقات قبل أن تنتهي مصالح قطاع الري والجزائرية للمياه من أشغال تجديد شبكة المياه، التي يتم الهدف منها محاربة تسربات المياه التي تسيل في العراء· التهيئة العمرانية غائبة في أذهان المسؤولين الزائر إلى ولاية بجاية سيدرك تماما دون أي تعليق بأن التهيئة العمرانية غائبة على أرض الواقع مما يؤكد غيابها في أذهان المسؤولين، إن عاصمة الولاية التي من المتوقع أن تعكس صوتها الطبيعية وجمالها المؤثر على صورتها التاريخية الحضارية، فالشعور الأول يؤرق النفوس ويحبط كل ما هو جذاب وسياحي، بالمناظر المؤلمة كالفوضى في الطرقات، وغياب التهيئة العامة والشاملة للأحياء والمدن الساحلية للولاية، وكذلك الانتشار الفوضوي للقمامات والنفايات المنزلية، إلى جانب الروائح الكريهة والنتنة التي تنبعث منها ··، وما يزيد الأمر سوءا الاختناق اليومي في حركة المرور والدخان المتصاعد من المركبات والسيارات المختلفة والتي تلوث بالدرجة الأولى الهواء والمحيط والبيئة، وأضف إلى ذلك منظر الكلاب الضالة التي تخيف الراجلين في الطرقات والأحياء وهي تعبث بدون رقيب أو حسيب، وما يندى له الجبين هو رمي قارورات الخمر والعلب المعدنية التي تباع فيها أنواع البيرة والخمور في الشوارع والحدائق العام وحتى المناطق الجبلية ذات الطبيعة السياحية مثل حظيرة يما قورايا، حيث أن هذه الأخيرة قد شوهها المنظر العبثي لعلب الخمور المرمية هنا وهناك· التعليم الثانوي يشتكي من نقص الهياكل شهد قطاع التربية تحسنا نسبيا في السنوات الأخيرة بفضل الإصلاحات التي أدخلتها الوزارة بإيعاز من برنامج رئيس الجمهورية، لكن ما يزال هناك العديد من النقائص تتطلب توفيرها ومعالجتها في الحين، مثل ما تطلبه المتوسطات من توفير نفسانيين على مستوى المؤسسات بعد أن استفحلت حالات العنف المدرسي، وتزايد تسجيل الإتلاف المدرسي من هياكل ومرافق وتجهيزات وغيرها· كما تأمل هذه المؤسسات توفير ممرضين يتولون تقديم الخدمات الصحية للتلاميذ بدل نقلهم في كل مرة إلى المراكز الصحية والمستشفيات لتقديم الخدمات الصحية البسيطة، والأمر الثاني هو أن الولاية تشتكي من نقص كبير في الثانويات، حيث هناك 14ثانوية جديدة لم تنجز بسبب عدم توفر العقار، وقد بقيت هذه المشاريع حبرا على ورق، وفي المقابل بقي التلاميذ في معاناة متواصلة، إضافة إلى تسجيل نقص في المرافق الرياضية في العديد من المؤسسات التعليمية وحتى في المطاعم المدرسية، لكن المجهودات المبذولة في طريقها لحل الأزمة بصورة مستقبلية· فهناك عمل كبير ينتظر الجهات المسؤولة قصد تحسين ظروف معيشة السكان من خلال تفعيل سياسة التنمية المحلية والقطاعية وبرمجة أكبر عدد ممكن من المشاريع ذات العلاقة الوطيدة بالمواطن، والعمل على إخراجه من بؤرة التخلف والركود إلى قضاء أوسع يتسم بالاستقرار والأمن ويوفر الرفاهية بنمط عصري·