تشهد عملية تزويد الخبازين الجزائريين مجانا بأكياس من ورق لتسويق الخبز عوض الأكياس البلاستيكية التي تعتبر ضارة وتيرة محتشمة بسبب نقص الممولين حسب ما علم لدى المبادرين بهذا المشروع ذي المنفعة العامة· وفي هذا الصدد أوضح السيد أحمد زايدي مسؤول في مؤسسة وقعت على اتفاقية تتضمن تنظيم هذه العملية فإنه تمَّ بضعة أشهر فقط بعد توقيع الاتفاقية توزيع 400000 كيس من ورق غذائي خلال شهر رمضان الفارط في مدن الجزائر العاصمة والبليدة ووهران استفاد منها 80 خبازا فقط· وكانت العملية التي كان من المفترض أن تمس نحو 14000 مخبزة على الصعيد الوطني ممولة من قبل منتج جزائري للمشروبات معروف على الساحة العاصمية· وحسب السيد زايدي تنتج الأكياس في إيطاليا انطلاقا من ورق خالص يتميز بتحلل أحيائي ويتوفر على مادة السلولوز الصافي ومطبوع بالحبر النباتي· ويتوقع ذات المسؤول أن تقوم شركتان خاصتان قريبا بدعم عملية تسليم حصة جديدة من الأكياس (البيئوية) المنتجة هذه المرة بالجزائر· وأعرب في نفس الوقت عن أمله في أن تحظى هذه العملية ذات المنفعة العامة بدعم من الدولة، حيث اعتبر أن (دعما من الدولة سيكون إيجابيا لمبادرة في مثل هذا الحجم)· وفي انتظار ذلك بدأت بعض المبادرات الحميدة تظهر هنا وهناك لدعم هذه العملية الرامية إلى الحفاظ على الصحة العمومية، على غرار ذلك الموزع الخاص للخميرة الذي شرع في تسليم كمية محدودة من الأكياس الورقية إلى بعض مخابز العاصمة وفي مناطق أخرى مع وضع بطبيعة الحال علامة مؤسسته· وخلال شهر أفريل الماضي تم توقيع اتفاقية شراكة حصرية بين الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين ومؤسسة إشهارية خاصة لتصميم هذه الأكياس الورقية الغذائية التي ستحل محل الأكياس البلاستيكية المعروف عنها أنها ضارة للصحة· ويتضمن الاتفاق أن تقوم المؤسسة الشريكة بطبع الأكياس بعلامة مختلف ممولي العملية وتوزيعها مجانا على الخبازين حسب توجيهات الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين· وعلى الرغم من أنها تعتبر أول مستهلك للخبز في العالم (مقارنة بعدد سكانها) تبقى الجزائر سنة 2012 من بين البلدان القلائل التي لا تستعمل فيها الأكياس الورقية الغذائية لبيع هذا المنتوج ذي الاستهلاك الواسع· وحسب تقرير أصدره الاتحاد الوطني للخبازين السنة الفارطة تصنف الجزائر في المرتبة الأولى من حيث البلدان المستهلكة للخبز في العالم بحوالي 48 مليون خبزة بوزن 250 غرام في اليوم· وقد أكد السيد جمال عباد المدير العام للمركز الجزائري لمراقبة النوعية والتغليف على ضرورة استخلاف الأكياس البلاستيكية التي تعتبر ضارة للصحة بأكياس من الورق· وأوصى في هذا الصدد المواطن المستهلك بالحد من استهلاكه لهذه الأكياس المزعجة في انتظار إجراءات حقيقية فعالة من مختلف الهياكل المعنية· وأوضح في هذا الصدد أن (الأكياس البلاستيكية غالبا ما تصنع من مواد عضوية مرسكلة قد تكون بعض مكوناتها سامة، لذلك ينصح عدم اتصالها مع المنتوجات الموجهة للاستهلاك كونها تؤدي إلى ظهور على المدى الطويل أمراض مزمنة قد تمس الأعضاء الحيوية مثل الكبد والمعدة· كما أن الكيس البلاستيكي يعتبر مكلفا في إنتاجه وفي تحلله)· وأضاف أن الكيس المصنوع من الورق يتميز في المقابل بتحلل أحيائي ويعتبر مفيدا للمستهلك وللبيئة في نفس الوقت، شريطة أن يكون مصنوعا من منتوجات خالصة تستجيب للمعايير الدولية· وإدراكا منهم بمختلف مخاطر الأكياس البلاستيكية يأمل الزبائن من جهتهم تعميم استعمال الأكياس الورقية على كل المخابز كونها تكتسي طابعا بيئويا وبالنظر لجانبها الجمالي· وقالت ربة بيت في هذا الصدد (مهما كان لونها تعتبر الأكياس البلاستيكية مزعجة من الناحية الجمالية وهي ضارة للإنسان وللبيئة)، قائلا (أنا شخصيا أسحب معي دائما قفتي من الصفصاف أو كيس من قماش أصنعه بنفسي لتغليف الخبز الذي أقتنيه في انتظار الكيس الورقي)·