الظاهر أن مسيرات القدس المليونية المقرّرة يوم الجمعة القادم تشكّل مصدر رعب حقيقي للصهاينة، حيث وجّه الكيان الصهيوني تحذيرا شديد اللّهجة للدول العربية المجاورة من السماح بتنظيم (مسيرة القدس العالمية) يوم الجمعة المقبل· وذكرت صحيفة (القدس) أن كيان الاحتلال سينظر إلى من يقترب من حدوده بوصفه متسلّلا وسيتعامل معه بكل حزم، وادّعت أن هذه المسيرة من تنظيم جهات معادية للكيان الصهيوني وأبلغ أنه سيمنعها من الاقتراب من حدوده بالقوّة· إذ قالت مصادر سياسية إن حكومة الاحتلال الصهيونية توجّهت إلى حكومات سوريا ولبنان ومصر والأردن، وكذلك إلى حكومة (حماس) في قطاع غزّة وإلى السلطة الفلسطينية برسائل التحذير طالبة منها أن لا تسمح بتصعيد التوتّر في المنطقة بهذه المسيرات· ووضعت السلطات العسكرية الصهيونية (خطّة أمنية) لمواجهة (خطر تدفّق المتظاهرين إلى الحدود)، وسوف تعرض الخطّة على اجتماع الحكومة الصهيونية بعد غد لإقرارها· وكانت (اللّجنة الدولية للمسيرة العالمية إلى القدس) قد بدأت منذ شهرين العمل على تنظيم مسيرة عالمية تحت شعار (الحرّية للقدس لا للاحتلال ولا لسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري والتهويد في حقّ القدس أرضا وشعبا ومقدّسات)، واختارت يوم 30 مارس الذي يوافق ذكرى (يوم الأرض) الفلسطيني، وهو اليوم الكفاحي الذي اختارته الجماهير العربية في فلسطين المحتلّة (عرب 48) في سنة 1976 ضد سياسة مصادرة الأراضي، فأعلنت فيه الإضراب العام واصطدمت مع قوّات الجيش والشرطة، وقتل فيه 6 فلسطينيين من داخل (الخطّ الأخضر) برصاص الجنود الصهاينة وأصيب نحو 550، ثمّ تحوّل إلى يوم كفاح فلسطيني عالمي سنوي· وحسب مصادر في تلك اللّجنة فإن نحو نصف مليون شخص في العالم سيشاركون في هذه المسيرات يمثّلون نحو 700 منظّمة جماهيرية من 64 دولة· وسيقصد المشاركون في المسيرات أقرب نقطة حدودية إلى القدس انطلاقا من لبنان والأردن ومصر وغزّة والضفّة الغربية وبقية الأراضي الفلسطينية، كما ستقام في اليوم نفسه مظاهرات أمام السفارات الصهيونية الموجودة في مختلف العواصم العالمية· ويشارك في المسيرة أيضا متضامنون أجانب من قارّات العالم الست بعدما يقطعون آلاف الأميال مرورا بعدد من العواصم الآسيوية باتجاه الأردن التي ستكون نقطة التجمّع· وستشهد الضفّة وغزّة والداخل الفلسطيني مسيرات باتجاه القدس أو أقرب نقطة إليها بمشاركة الشعب الفلسطيني بفصائله وتوجّهاته ومؤسساته كافّة، كما يشارك متضامنون دوليون يستطيعون الدخول إلى فلسطين، وفي اليوم عينه سيتوجّه مئات الآلاف من الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى وفي مسجد قبّة الصخرة وفي كنيسة القيامة·