لا تزال المئات من العائلات المقيمة بالبيوت ''الوضيعة'' والسكنات الهشة على مستوى مختلف بلديات العاصمة، تنتظر تنفيذ وعود المسؤولين المحليين بالإسراع في ترحيلها إلى سكنات جديدة، وبالعودة إلى أرقام وزارة السكن والعمران التي تحدثت عن تخصيص 50 ألف سكن للقضاء على هذه السكنات بالعاصمة، فإن ذلك يعني أن الوزارة أحصت وجود حوالي 50 ألف بيت وضيع وهش بالعاصمة· أكد، أول أمس، مسؤول بولاية الجزائر، أن سلطات الولاية ستشرع في ترحيل 1500 عائلة تقيم بحي دودو مختار، ببلدية بن عكنون، كخطوة أولى، في إطار عملية كبيرة للقضاء على السكن الوضيع بالعاصمة، في انتظار أن تشمل العملية باقي الأحياء الأخرى إلى غاية القضاء على 35 ألف بيت قصديري و15 ألف سكن هش بالعاصمة، غير أن سكان هذا الحي لا يثقون كثيرا في وعود سلطات الدائرة الإدارية لبوزريعة، التي طلبت منهم، منذ حوالي ثلاثة أشهر، تحضير أنفسهم لبداية عملية ''الرحلة''· وقد شرع، عدد من الولاة المنتدبين في عدة بلديات منذ بداية العام الجاري، في تهديم أكثر من 300 بناية فوضوية، بعد تهديم 5 آلاف بيت قصديري، منذ ,2004 حيث لم تتوقف آلة الهدم المدعمة بقوات الأمن العمومي والدرك الوطني منذ شهرين، لوقف تكاثر سكنات الصفيح في محيط ولاية الجزائر وأطرافه، والتي تنامت بفعل أزمة السكن الخانقة· أما سكان الأحياء العتيقة الذين يقيمون في سكنات ذات غرفة وغرفتين، كما هو الحال في حيي ديار الشمس والسعادة ببلدية المدنية، وديار الكاف بوادي قريش، فمازالت قرارات إعادة إسكان المواطنين وترميم منازلهم وتوسيعهم إلى أربع غرف، مجرد وعود فقط، فحتى مشروع الوالي السابق للعاصمة عبد المالك نوراني ذهب أدراج الرياح بذهابه من على رأس الولاية· هذه الوضعية يعرفها حي ''الكاريار'' التابع لإقليم بلدية وادي قريش، الذي أبدى سكانه تذمرهم من السلطات المحلية التي لم تفعل شيئا للتكفل بهم مثل باقي سكان البنايات الفوضوية بالعاصمة، على حد تعبير عدد منهم، وهي الوضعية التي يعيشها حي الجبل ببوروبة الذي يضم أكثر من 1500 بيت قصديري وفوضوي، حسب مسؤول الولاية الذي أكد أن السلطات عملت كل ما في وسعها من أجل منع السكان من إنجاز سكنات بمحيط مدينة بوروبة، غير أن الغلبة تعود، دائما، للسكان في لعبة القط والفأر، لكن ليس كل القاطنين بهذا الحي سكان فوضويون، فعدد كبير منهم يعيشون هناك منذ السبعينات، ومنذ تلك الفترة وهم ينتظرون ساعة الفرج وتنفيذ وعود السلطات المتعاقبة على إدارة بلديتهم· السلطات تتباهى بتهيئة 213 حي بالعاصمة·· و130 طلب سكن تنتظر حسب مسؤول الولاية، فإن وزارة السكن والعمران خصصت مبلغا ماليا لبرنامج التحسين الحضري خلال الخماسي الحالي 2005 - ,2009 حيث خصت العاصمة بغلاف مالي معتبر، قدره 16600 مليون دينار لتهيئة 213 حي سكني قديم، وتوسيع السكنات، بالإضافة إلى القضاء على البيوت الفوضوية، وقد وصلت نسبة الأشغال بها إلى 60 بالمائة، أما فيما يخص الأحياء الجديدة، فقد استفاد 11حيا منها من عملية التهيئة بغلاف مالي بلغ 6367 مليون دينار، بغرض تطوير المناطق السكنية وفق المواصفات المطلوبة تقنيا وحضريا وبيئيا، في سبيل وضع حد للتطور العشوائي للأنسجة العمرانية في المواقع غير المهيئة، الذي خلق فوضى داخل المناطق السكنية· وقد أحصت سلطات ولاية الجزائر، حسب المسؤول في الولاية، أكثر من 130 ألف طلب السكن تنتظر الدراسة، في وقت، قدرت مصادر أخرى، عدد طلبات السكن الاجتماعية بأكثر من ذلك بكثير، وإذا أحصينا طلبات السكن الخاصة بالمؤسسات الترقوية للبناء الأخرى، فإن العدد قد يرتفع ويتجاوز رقم مصالح الولاية· وبلغة الأرقام، فإن عدد الطلبات يقدر ب 12 ألف طلب بكل بلدية من بين البلديات ال 53 المشكلة لولاية الجزائر، وكل بلدية، حسب عدد سكانها، بمعنى أن عدد الطلبات ببلدية الحراش قد يختلف عن عددها ببلدية السويدانية، وخلال الخمس سنوات الأخيرة قامت سلطات الولائية بتوزيع حوالي 5 آلاف سكن، فقط في إطار السكنات الاجتماعية، ويبقى الآلاف من المواطنين ينتظرون ساعة الفرج وعمليات ''الرحلة'' إلى 79 ألف وحدة سكنية وعدت سلطات الولاية بتوفيرها في إطار السكنات الاجتماعية·