قد يبدو عنواني غريبا ولكن لا تستعجلوا في ضرب الأخماس بالأسداس واستعيذوا بالله من الوسواس الخناس، ...خذوا نفسا عميقا واستغفروا رب الجنة والناس· لا يخفى على أحد النتائج الهزيلة لكرة القدم الجزائرية وللرياضة عموما، بل حتى تلك الإنجازات التي تعد على أصابع اليد الواحدة لا أراها أبدا ترقى إلى مطامح شعب بعظمة شعبنا الأبي ولا تضاهي أبدا تاريخ هذا الوطن ومجده الخالد ······ لكن قلما كنا نتكلم عن السبب الرئيس وهو عدم الاهتمام بالفئات الصغرى وندر ما انتقدنا النتائج المخيبة جدا بل الاختفاء التام للفئات الشبانية في المناسبات والتظاهرات الدولية والاقليمية والقارية، حتى لا نتكلم عن المنافسة أو مقارعة الآخرين أو التتويجات ···هيهات· الدستور الجزائري ينص على إجبارية التعليم وهذا رائع ويعاقب الأولياء المقصرين وهذا أروع بل أن التعليم مجاني على عكس جيراننا وكثير من دول العالم وهذا رائع بل وهناك منح سنوية للمحتاجين والمعوزين من المتمدرسين وهذا أروع وأروع وأروع· ولكن··· منظومتنا التربوية وسياسة وزارة التربية ومناهجها تجبر أبناءنا وأجسامهم لم يكتمل نموها بعد على حمل أثقال من الكتب والأدوات يوميا على ظهورهم الطرية ويدرسون يوميا صباح مساء ······لن أقول كيف يتعلم هؤلاء التلاميذ؟؟؟ ولكني سأقول اليوم: كيف سيتعلم أبناؤنا كرة القدم؟ كيف يتدربون ومتى؟؟؟ للأسف الشديد هاته المناهج الكيلوغرامية أجبرت أولادنا المولوعين بكرة القدم على الاختيار: إما أن تدرس وتواصل عذاب التمدرس وإما أن تلعب كرة القدم أو تمارس الرياضة !!!! شخصيا أعلم عشرات من الأطفال الموهوبين جدا مما تركوا كرة القدم مجبرين لا مخيرين لأنه لم ولن يستطيع أي أحد إلا ماندر أن يوافق بين الدراسة في ظل كثافة المناهج ومابين كرة القدم وقد كنت أحدهم ··· والدليل على ذلك انظروا إلى لاعبي أنديتنا وانظروا إلى مؤهلاتهم العلمية ومستوياتهم لتدركوا حقيقة الأمر ··· إن ترك النجباء من التلاميذ من ذوي الأخلاق والمهارات للرياضة فتح المجال واسعا أمام فئة معينة من الشبان لولوج كرة القدم والرياضة، وهم أولئك المسربين والمسرحين من الدراسة، أولائك الذين احتضنهم الشارع في سن مبكرة، أولئك الذين وجدوا في الأزقة المظلمة والعتمة مدرسة الانحراف فتعاطوا الدخان والمخدرات تعويضا عن حنان مفقود وتعويضا عن مدرسة تركوها مجبرين ···نعم مجبرين لأنهم صغار أبرياء ولا يمكن لومهم أبدا بل حضرتك يا وزير التربية وحضراتكم ياأولياء الأمور ونحن فقط الملومين·· ولا يخفى على أحد أن كثيرا من لاعبي أنديتنا المعروفين مدخنون وفيهم وفيهم····وهذا دليل آخر، الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية ولدت ميتة، أنشئت في السنوات الأخيرة الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية ولكن لم نسمع عنها بعد مولدها أي شيئ وكأنها ولدت لتموت، هي أيضا مقصرة وغائبة أو مغيبة لافرق فالنتيجة واحدة ···تعليم في انحطاط ورياضة في انحدار وآمال شباب في انكسار··· لماذا؟؟··· لماذا نثقل كاهل أولادنا ونتعب أدمغتهم الصغيرة ببرامج كثيفة؟ لماذا نريد أن نعلمهم كل شيء فلا يتعلموا أي شيء حتى الرياضة أضاعوها وافتقدوها؟؟؟ لماذا لا تكون هناك مدراس ومتوسطات وثانويات متخصصة فنجد ابتدائيات متخصصة في كرة القدم ترسل مواهب إلى متوسطات متخصصة في كرة القدم وهكذا ···وأخرى متخصصة في السلة وأخرى في اليد وهكذا····الرياضة تساعد على التحصيل والتحصيل يساعد على ممارسة الرياضة لماذا لا نحترم رغبات أبنائنا ؟ لماذا نقتل مواهبهم؟ أو نقتل أبناءنا فلذات أكبادنا بأيدينا؟ وأي جيل نقدمه لوطننا؟؟؟؟ في الجزائر وللأسف ···لم يعرف مسؤولونا لاقيمة العلم ولاقيمة الرياضة فضاعا معا····في دوامة مناهجنا التربوية وفي فوضى سياستنا الرياضية· والله الموضوع ذو شجون بل خطير ومؤلم ومتشعب جدا ...ولو أطلقت العنان لأناملي لما توقفت عن البوح بأشجاني ··· العضو: بن مهيدي17