توفيت قبل أيام الشاعرة أدريان ريتش عن 82 عاماً، في منزلها في سانتا كروز في ولاية كاليفورنيا، بعدما كللت مسيرتها الأدبية بجوائز عدة، من بينها جائزة (ليللي للشعر) و(الجائزة القومية للكتاب) عن مجمل أعمالها على مدى سبعة عقود، فضلاً عن أنها كانت من بين أكثر الكتاب الذين نشرت مختارات من كتاباتهم في القرن العشرين· عُرفت الشاعرة الأمريكية أدريان ريتش بدفاعها عن حقوق المرأة والمحرومين، وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) عنها أنها (حققت من خلال كتابة الشعر ما أمكن لبيتي فريدان مؤلفة كتاب (سحر المرأة) أن تحققه من خلال الكتابة بالنثر)· كذلك وصفها موقع (مؤسسة الشعر) بأنها (من أفضل مثقفي أمريكا)· وربما كانت أشهر أعمال ريتش كتاباتها السياسية خلال حرب فيتنام والتي تجسدت في مجموعتها (الغوص في الحطام· قصائد 1971 _ 1972) الفائزة بالجائزة القومية للكتاب· في عام 1997، أثارت الشاعرة زوبعة برفضها الوسام القومي للفنون، وهو أعلى جائزة تمنحها الحكومة الأمريكية للفنانين ورعاة الفن وذلك لأسباب سياسية· كتبت تقول (لا يمكنني أن أقبل جائزة من الرئيس كلينتون أو من هذا البيت الأبيض لأن معنى الفن كما أفهمه لا يتفق مع سياسات المصالح التي تنتهجها هذه الإدارة)· أدريان ريتش من مواليد عام 1929 بالتيمور، ومن عائلة يهودية· كان أبوها عالماً فيزيائياً وأمها مؤلفة موسيقية· تلقت تعليمها في جامعة هارفرد حيث أصدرت خلال السنة الأخيرة من دراستها أول مجموعة شعرية بعنوان (تغيير عالم) عام 1951 ورشحها الشاعر و· ه· أودن لجائزة (جامعة ييل للشعراء الشباب) وكتب مقدمة لها بعد فوزها بالجائزة· تلت هذه المجموعة مجموعات عدة منها (قاطع والماس)، (ضروريات الحياة)، (إرادة التغيير)، (إحدى وعشرون قصيدة حب)، (سلطة الزمن)، (إنقاذ منتصف الليل: قصائد 1995-1998) و(الليلة لا شعر سينفع: قصائد 2007-2010) وغيرها، فضلاً عن نشرها الكثير من الكتب والمقالات في السياسة وأحداث العالم المهمة وحقوق المرأة· تأثرت تجربة ريتش، بحسب الشاعرة اللبنانية أمل نوار، بتجربة الشاعرة أميلي ديكنسون· في هذا الصدد ذكرت ريتش: (تجربة ديكنسون الذاتية والسيكولوجية الكثيفة، لا يمكن فصلها عما هو كوني)· ولعل السبب الأساسي في ولعها بديكنسون هو وعي هذه الأخيرة لضرورة استنطاق التجربة، ومقاومة الصمت، ووعيها لما في اللغة والشعر من طاقات تساعد الإنسان على البقاء والصمود بعيداً عن تبني الحلول الانهزامية أو سلوكيات تدمير الذات كما في حالة الشاعرتين سيلفيا بلاث وآن سيكستون مثلاً·