أصدر الشاعر الروائي الأمازيغي آلاس ذي ثلالي مجموعة شعرية تحمل عنوان ''إشويقان نتمزي'' بمعنى ''انفجارات الشباب'' في كتاب من 182 صفحة يتضمن 61 قصيدة شعرية منها 65 باللغة الأمازيغية و5 باللغة الفرنسية، يتطرق فيها إلى المواضيع السياسية والاجتماعية والثقافية والهوية والنضال والحرية والرجولة والمرأة والحب والشباب وغيرها· كتب الشاعر هذه المجموعة الشعرية بين شهر أكتوبر 1988 وربيع ,2001 وتتميز بالجدية والإبداع وإدراك إنساني فياض، لتكلل تجربة إبداعية طويلة ضاربة في العمق الجمالي والموضوعي والفني على حد سواء، وتجعل القارئ يبحر في عالم الشعر السياسي والنضالي من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية والدفاع عن الهوية الأمازيغية، وتأتي كمواصلة للنضال السياسي والديمقراطي وحقوق الإنسان الذي تبناه الشاعر منذ الصغر، حيث يكتشف القارئ مواقف وتصورات وتحاليل شخصية للمؤلف حول الواقع الجزائري طيلة 13 سنة، وهي فترة اتسمت بالأحداث السياسية من النضال الديمقراطي والتعددية الحزبية والأزمة الأمنية وصولا إلى أحداث الربيع الأمازيغي· ودشن الشاعر الذي تحصل سنة 1993 على جائزة مولود معمري، دشن كتابه ''انفجارات الشباب'' بقصيدة ''ثمزي'' بمعنى الشباب، وهي إطلالة لحقيقة الشباب الذي يعيش أيامه بالأحلام التي لا تدوم لأن الحقيقة هي التي تنتصر· ويتطرق في بعض قصائده إلى الهوية الأمازيغية والنضال من أجل الاعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية بالجزائر، وانتقاد الفئة القبائلية التي تتخلى عن لغتها· وفي قصيدة يرسم صورة عن واقع المرأة، ويطالب بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وأن تكون الحقوق والواجبات بدون ازدواجية· وبين قصيدة وأخرى يقدم الشاعر بأسلوبه الشعري المتميز وقفات عن الشباب والحب والحياة والصداقة ويتغنى بالحياة بالرغم من كل الصعوبات التي تواجه كل الفئات الاجتماعية لا سيما فئة الشباب الرافعين للتحدي من أجل حياة أفضل· ومثل معظم الشعراء القبائليين خصص آلاس ذي ثلالي جزءا من شعره للفنان القبائلي الراحل معطوب الوناس يذكر فيه ما حدث لهذا الفنان في 1994 إثر اختطافه من طرف عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة مستعرضا الوضعية التي عاشتها قرى ومدن منطقة القبائل طيلة فترة الاحتجاز· وتطرق فيما بعد إلى بعض خصال ومميزات شخصية معطوب الوناس وشجاعته وشهامته ونضاله من أجل الحرية والهوية واللغة الأمازيغية، حيث لم يعرف معنى الخوف وفضل البقاء في الوطن رغم التهديدات على أن يهاجر إلى أوروبا مثلما فعل معظم الفنانين، وبقي بطلا متمردا إلى أن ضحى بحياته· وفي قصيدة أخرى بعنوان ''الربيع الأسود'' رثى الشاعر الشباب الذين سقطوا غدرا في 2001 بمنطقة القبائل مستعرضا موقفه وبطريقة شعرية من ''الحقرة والظلم''· وبأسلوب الحسرة والأسف ربط بين ربيع 1980 وربيع 2001 التي تحولت من ربيع الجمال والورود إلى ربيع أسود غمرته الدماء· وفي الصفحات الأخيرة من كتاب ''انفجارات شباب'' أقحم الشاعر خمسة قصائد شعرية باللغة الفرنسية، الأولى خصصها للمراهقة كاتيا بن قنة صاحبة 17 ربيعا التي راحت غدرا يوم 28 فيفري 1994 تحت أيادي الإرهابيين بمنطقة مفتاح بعدما رفضت ارتداء الحجاب، وعبر الشاعر عن تأثر بالغ بهذه الجريمة، معتبرا موقف كاتيا شجاعا وتحديا وصوتا نحو الحرية ورمزا للمقاومة والنضال الديمقراطي· وفي قصيدة ''نشيد الديمقراطية'' يجدد الشاعر موقفه ضد الأصوليين من أجل تحقيق الديمقراطية والتطور والحرية وفصل الدين عن السياسية ''اللائكية'' وذلك بالمحبة والصداقة والموسيقى والاحترام والحريات الفردية وحقوق الإنسان· ويختتم الشاعر مجموعته الشعرية بقصيدة ''رجل بكل بساطة'' والتي تجعل القارئ يعيش مكان الشاعر في ليلة لم يجد فيها إلا الدموع كمرافق، متسائلا عن الحب والحياة·