تعتبر الحديقة الوطنية للتسلية ببن عكنون من أغنى وأهم الحدائق العمومية بالجزائر بالنظر إلى المساحة الشاسعة التي تشغلها وإلى التنوع الحيواني والنباتي الذي تتميز به· كما أن حديقة التسلية تلك تلبي مختلف تطلعات محبي التنزه من الطبيعة الخلابة والمسالك الجبلية والغابات المنتشرة على امتداد الحظيرة، إلى التنوع الحيواني الذي تزخر به، فهي تحوي أنواعا نادرة من الطيور والحيوانات مثل الفيلة الإفريقية والنعامة الاسترالية والثيران البرية···الخ· وللأطفال نصيبهم من الاهتمام من خلال مدينة الملاهي المصغرة حيث يمكنهم اللعب وقضاء وقت ممتع بعيدا عن ضوضاء المدينة، والأهم من ذلك أن هذا النوع من الحدائق يلعب دورا أساسيا في التربية البيئية وتثقيف الجيل الصاعد في الوقت الذي تشهد فيه ثقافة حماية البيئة انحدارا كبيرا بسبب الاستغلال السيئ لمثل هذه المساحات الخضراء وغياب مناهج تربوية مختصة في هذا الميدان· إضافة إلى ما تم ذكره فالحديقة لم تغفل عن عشاق الطعام وذلك بالعدد المعتبر للمطاعم المنتشرة على امتداد الحديقة ولكن ليتها كانت تقدم أطباقا على مستوى تزيد من لذتها أن تجتمع كل العائلة حولها· وأجمعت جل العائلات منها من يقطن بالعاصمة ومنها من جاء من ولايات أخرى كبشار ومدية وتيارت وقسنطينة···إلخ على أن الحديقة تعتبر مكانا مثاليا من أجل قضاء نهاية أسبوع أو العطل برفقة كل العائلة· والأهم من ذلك حسب العائلات هو أن (التكاليف جد معقولة) كما أن المكان يتوفر على تنوع نباتي مريح للأعصاب ويرفه عن النفس التي أنهكها الزحام الذي بات يطبع يوميات المواطن الجزائري· لكن ما يهدم كل هذه المعطيات الإيجابية حسب جل الزوار المستجوبين هو كثرة العشاق على اختلاف أشكالهم وأعمارهم الذين يتخذون من الحديقة مكانا للالتقاء بعيدا عن الأنظار حسب ما أكده أحد باعة المكسرات والحلوى المتجولين· أمر بات يثير الاستغراب بحسب أحد الزوار الذي قال إنه أصبح يعتمد على خريطته الخاصة في التنقل بالحديقة من أجل اجتناب بعض الجماعات التي تشكل مصدر إزعاج للزوار، هذا ناهيك عن قطاع الطرق كما أسماهم الذين قد يفاجئونك في أحد المنعرجات لحجز ما بجعبتك على غرار عصابة روبن هود)· محاولة الاقتراب من بعض هؤلاء الأزواج قوبلت بأنياب كشر عنها وشتائم بالجملة وهذا حال كل من تسول له نفسه الاقتراب منهم، أمر يدعو إلى التساؤل حول وضعية الحراسة والمراقبة والحالة الأمنية للحظيرة، فسيارات الأمن حسبما لوحظ لاتتوقف عن التجول من أجل تأمين الزوار، إلا أن هذا لم يمنع بعض التصرفات الشاذة التي تضع سمعة الحظيرة وغيرها من الحدائق والمرافق العمومية في وضعية صعبة·