جددت حركة الإصلاح الوطني امس الجمعة بالجزائر العاصمة عزمها على المضي قدما في العمل من اجل تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر من خلال إصدار قانون جزائري وأوضح الأمين العام للحركة السيد جمال بن عبد السلام في كلمة ألقاها في افتتاح الملتقى الثاني للاصلاح حول "الحركة الاسلامية ورهانات الأمة"الذي حمل اسم المفكر الجزائري الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم أن حركته "مصممة على المضي قدما في تجريم الاستعمار الفرنسي من خلال اصدار قانون جزائري اليوم أو غدا ولا تنازل ولا تخلي عن مطالبة فرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض المادي والمعنوي" . ومن جهة أخرى عبر المتحدث ذاته عن "صدمة" الحركة من "الآفات الاجتماعية التي انتشرت في المجتمع في السنوات الاخيرة" داعيا السلطات الى "فتح المجال للدعاة العاملين الصادقين لتوعية الناس وتربيتهم وتعميم الأعمال الخيرية في المجتمع.". كما قال بن عبد السلام أنه "أمام النهب المفضوح للمال العام واستشراء الفساد تؤكد الحركة أنه حان الوقت للوطنيين المخلصين والغيورين على الجزائر ومستقبلها أن يهبوا هبتهم الوطنية للتصدي لهذه الآفات ". وعلى صعيد آخر دعت الحركة -حسب الأمين العام- الى "تشكيل هيئة وطنية جزائرية تضم جميع الاحزاب والمنظمات والجمعيات ورجال الاعمال والاعلام والعلماء والدعاة تتولى مهمة تحضير القوافل وايجاد سبل دعم الشعب الفلسطيني في صموده و نضاله.. وامداد سكان غزة بالمواد الغذائية والدواء ومختلف الحاجات لكسر الحصار المفروض عليها. كما دعت الحركة المنظمات الحقوقية الدولية لاظهار مدى مصداقيتها في الدفاع عن حقوق الانسان بمتابعة مجرمي الحرب على الجرائم التي ارتكبوها ضد الانسانية في مختلف بلدان العالم و"قتلهم للالاف من المدنين العزل وممارسات التعذيب والاعتقال والاغتصاب واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا التي مارسوها ولايزالون" حسبما أشار اليه المتحدث. وعن الهدف من تنظيم الملتقى الثاني الذي ستدوم أشغاله يومين بمشاركة اطارات الحركة واساتذة اكادميين وممثل عن حزب العدالة والتنمية المغربي وممثل عن جماعة العدل والاحسان المغربية، أكد بن عبد السلام أنه يتمثل في "جلب انتباه ابناء الحركة الاسلامية خصوصا وجمهورها عموما الى رهاناتها الحقيقية بعيدا عن المعارك الهامشية والخلافات المذهبية والجنوح للغلو والتطرف والعنف". واختارت الحركة ان يحمل هذا الملتقى الثاني اسم الراحل نايت بلقاسم باعتباره كما أوضح بن عبد السلام "المؤرخ الذي غاص في اعماق تاريخ البشرية ليخرج لنا من اغوارها مجد هذا الشعب الجزائري العريق" وباعتباره ايضا "الحداثي الذي تطلع ليرى شعبه المرصع بامجاد الماضي يصنع امجاد الحاضر والمستقبل". واضاف في نفس السياق أن اكبر انجاز حققه الراحل نايت بلقاسم في هذا المجال تمثل في شخصه "تلك الصورة الرائعة لانصهار البعد الامازيغي والبعد العربي في بوتقة الاسلام" كما وصفه ب"المفكر الفيلسوف المتفتح الذي جمع في جعبته ثقافة أمته وعمقها وثرائها وبعدها الإنساني الراقي وثقافة الآخر وفكره، واستطاع بعد ذلك أن يضع ثقافة الاخر في موقعها الطبيعي دون تنكر ولا انبهار ". ويذكر أن العلامة نايت بلقاسم ولد في 1927 في اقبوا ببجاية وتوفي في 1992 مخلفا عدة كتب في الفكر والسياسة والتاريخ منها كتاب "إنية وأصالة" وكتاب "مآثر اول نوفمبر" وكتاب "شخصية الجزائر وهيبتها العالمية قبل 1830 م". وتجدر الاشارة الى ان هذا الملتقى الذي سينكب من خلال ثلاث جلسات على نقد الحركة الاسلامية ورهانات الامة في مختلف جوانب الحياة سيعرف القاء عدة محاضرات اهمها محاضرة بعنوان "الاممية الاسلامية الواقع والرهان" سيلقيها مسؤول السياسة والعلاقات بحركة الاصلاح الوطني السيد جهيد يونسي واخرى بعنوان "الآداب الاسلامية وروح المواطنة" سيلقيها الاستاذ مراد زعيمي من جامعة عنابة.