بعد تجربة يمكن وصفها بالفاشلة في البطولة القطرية، عاد من جديد اللاعب الدولي رفيق صايفي الى البطولة الفرنسية، وبالضبط إلى نادي أميان المنتمي الى الدرجة الثانية، لكن عودته إلى هذا الفريق لم تكن صائبة بدليل نزوله إلى الدرجة الثالثة، ترى هل سيواصل ابن حي باب الزوار مسيرته الاحترافية في نادي أميان؟ وهل يفكر في خوض تجربة احترافية جديدة بإحدى النوادي الخليجية؟ أم إنه سيعود مجددا الى الفريق الذي ذاع صيته في الجزائر فريق مولودية العاصمة؟، تلكم من بين الأسئلة التي أمطرنا بها اللاعب رفيق صايفي· قبل أن تتعرفوا عن كل هاته الأسئلة، دعونا نسمع رأي صايفي عن ظاهرة العنف التي استفحلت مؤخرا بالملاعب الجزائرية، خاصة تلك التي حدثت السبت الأخير بملعب سعيدة بين الفريق المحلي باتحاد العاصمة· ** بداية كيف هي أحوال رفيق صايفي؟ * الحمد لله، صحتي بخير، ولا ينقصني إلا رائحة (البلاد)، أنا في فرنسا وسأدخل إلى الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة· ** قبل الحديث عن مستقبلك الكروي، لنسألك عن رد فعلك بخصوص ظاهرة العنف التي استفحلت بشكل رهيب في المدة الأخيرة في العديد من الملاعب الجزائرية، وكيف استقبلت أحداث لقاء مولودية سعيدة باتحاد العاصمة؟ * بداية ماحدث في لقاء مولودية سعيدة واتحاد العاصمة أمر لا يغتفر، فإن يصل الأمر بالاعتداء على لاعبين مسالمين بالخناجر وبالقضبان الحديدية فهذا أمر خطير جدا، وسابقة خطيرة في تاريخ الكرة الجزائرية، ولم أجد أي تفسير عن رد فعل من قام بهذا العمل الجبان الذي يستحق تطبيق عقوبات صارمة على هؤلاء (الجبناء) والذي يستحق تسميتهم بالمجرمين، فهدفهم كان القتل، والقاتل يجب أن تسلط عليه أقصى العقوبات· ** هل اتصلت هاتفيا بإدارة الاتحاد أو ببعض مسيّري الفريق لاستفسار عن أحوال المصابين؟ * أكيد اتصلت ببعض المسيرين وببعض اللاعبين المصابين منهم والناجون من بطش المعتدين عليهم بملعب سعيدة، واطمأنت على صحتهم، وتأسفت كثيرا للإصابة الخطيرة التي تعرض لها بعض اللاعبين منهم اللاعب عبد القادر العيفاوي، الذي أدخل غرفة الإنعاش، يا سبحان الله، أي ذنب ارتكبه لاعبو اتحاد العاصمة حتى يتعرضون لمثل هذه الوحشية من طرف بعض من أنصار مولودية سعيدة، والأمر الذي حيرني أكثر أن جماهير فريق مولودية سعيدة يعرف عنهم بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، فكم فريق سبق وأن فاز على فريقهم بسعيدة، وخرجوا بالتصفيقات على الفريق الزائر، لكن أن يتحول فجأة بعض من جماهير هذا النادي إلى (وحش) فهذا الذي لم أفهمه إلى حد الساعة· ** ألا ترى أن الأمر مدبر لإفساد النظرة الحسنة التي كان يتمتع بها الجمهور السعيدي؟ * الله أعلم، أنا موجود في فرنسا، ولا علم لي ما يجري في البطولة الوطنية، لذا لا يمكن اتهام جهة معينة بأنها كانت وراء أحداث ملعب مدينة سعيدة، كل ما أقوله لك، أن الذي أعرفه أن جمهور مدينة سعيدة جمهور مسالم، وقد سبق لي وأن لعبت أمامه حين كنت لاعبا في فريق مولودية سعيدة، في مباراة كأس الجزائر قبل احترافي نهاية التسعينيات، ورغم فوزنا عليهم فخرجنا تحت التصفيقات· ** لديك إضافة ··· نعم، ما أريد إضافته عما سبق، لم أعد أفهم ماذا يقصد الكثير من الجماهير الجزائرية باللاعب (الشكارة)، حسب ما تصلني من أخبار من زملائي وأصدقائي في الجزائر، وحسب مطالعتي للجرائد الجزائرية، لاعبو اتحاد العاصمة أصبحوا عرضة لمضايقات العديد من الجماهير الجزائرية، وهذا منذ تولي الرئيس علي حداد رئاسة النادي· من حق هذا الرئيس أن يرصد الملايين لبناء فريق كبير، في ظل تطبيق الاحتراف في الجزائر، وأتمنى لو تجد جميع الأندية الجزائرية رجل مثل الرئيس الحالي لفريق اتحاد العاصمة حداد، أنا على يقين أن المستوى سيرتفع، كون كل رئيس فريق سيسعى لتحقيق الألقاب والكؤوس، إذن أين المشكل في قدوم حداد لرئاسة اتحاد العاصمة· ** في نظرك الخاص، هل السياسة المطبقة من طرف الاتحادية بمعاقبة الفرق المتسببة في ظاهرة العنف تلعب مبارياتها بدون جمهور؟ * هذا العقاب غير كاف، العقاب الحقيقي، يتمثل في تسليط أقصى العقوبات على الجانين، فمثلا، يجب على الاتحادية أن تطالب الجهات الأمنية بالبحث عن المتسببين في أحداث ملعب سعيدة، وتقدمهم إلى العدالة لارتكابهم جريمة، فماذا لو قدر الله وزهقت الأرواح بملعب سعيدة، كيف سيكون رد الجمهور الرياضي الجزائري على هاته الأحداث؟، وكيف سيكون رد أولياء الضحايا، لكن نحمد الله على أن الأحداث مرت بخير دون وقوع ضحايا· لذا أطالب المعنيين بالأمر تشديد العقوبات على المتسببين في الظاهرة وعدم السكوت عنها، فإن لم تكن هناك إجراءات عقابية صارمة ضد المتسببين في أحداث ملعب سعيدة، سنشهد مستقبلا أحداثا مماثلة، وقد يفوق حجمها، وحتى لا تكرر مثلها مستقبلا، يجب تسليط أقصى العقوبات على الفاعلين· ** لو كنت مكان اللاعب المصاب عبد القادر العيفاوي، كيف سيكون رد فعلك؟ * أول شيء أقوم به بعد استعادة وعيي، نوكل ربي على من اعتدى عليّ، وبعدها أعلن اعتزالي نهائيا من لعب كرة القدم في الجزائر، لماذا أواصل لعب الكرة، وأنا غير آمن في بلدي، ولا يوجد من يحميني من بطش الأنصار، الغريب في الأمر كله، أن الجمهور الذي يرتكب مثل هاته الأفعال المشينة نجده يتفاخر بفعلته ويقوم البعض من هؤلاء بتصوير فعلته ويتم نشرها عبر الفايس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي الإنترنت، ليتباهى بها، سبحان الله أي زمن هذا الذي نعيشه اليوم في الجزائر· ** يظهر عليك التحسر أليس كذلك؟ * أنا جزائري، وأحب بلدي ووطني وشعبي، ولديّ الغيرة على أبناء هذا الوطن العزيز، ولا أرضى أن يصل الأمر بأن تتحول ملاعبنا الى مكان تسيل فيه الدماء، صحيح أن المعتدين على لاعبي ومسيّري وجماهير اتحاد العاصمة جزائريين، لكن لن أرضى أن يمس أي جزائري ولن أرضى أن تسيل أي قطرة من دماء الجزائرين، كلنا جزائريون، لاعبو اتحاد العاصمة جزائريون والذي اعتدى عليه جزائريون، فهل هذه هي شهامة المواطن الجزائري، وهل هذا هو الجزائري الذي يضرب به المثل في الشهامة والكرامة، لا·· ولا·· ألف لا··، بركات من مثل هاته الأفعال، وأدعوا الله أن تكون أحداث سعيدة الأخيرة، نقطة نهاية لأحداث سئمنا الحديث عنها، أحداث أفقدت الجزائريين حلاوة مشاهدة مباريات البطولة الوطنية، تصور أن جل الجزائريين وأنا على يقين من كلامي أنهم أصبحوا يخشون دخول الملاعب، فبعدما اشتكينا من أحداث ملعب 5 جويلية في مباراة اتحاد الحراش واتحاد العاصمة، هانحن اليوم نشهد أحداث دامية بملعب سعيدة، فإلى أين نحن نسير في الجزائر، أقول وأكرر أوقفوا العنف في الجزائر يا جماعة أوقفوه أوقفوه···، ضعوا حدا له، لا أحدا سيستفيد من هذا العنف، الكل في الجزائر سيخسر، والخاسر الأكبر هي نظرة الأجانب إلينا كجزائريين· ** والحل؟ * كما سبق وأن قلت لك، الحل في أيدي أصحاب القرار، يجب تسليط أقصى العقوبات على المتسببين في الظاهرة وبدون رحمة ولا شفقة، كيف سنشفق على شخص يريد قتل مواطن مسالم· وانتهز حديثي هذا لأطالب السلطات الجزائرية التدخل للحد من الظاهرة، فإن لم تتدخل هاته الأخيرة فلا الاتحادية ولا الرابطة المحترفة ولا أي هيئة كروية في بلادنا ستحد من الظاهرة· ** لنترك ظاهرة العنف في ملاعبنا جانبا، ونسألك عن مستقبلك الاحترافي، هل تنوي مواصلته بفرنسا وأنت على مشارف سن ال37؟ * ليكن في علم الجميع أن عمر اللاعب لا يقاس بالسنين بل يقاس بمدى عطائه فوق الميدان، فكم من لاعب اعتزل وهو في بداية الثلاثينيات، وكم من لاعب واصل مسيرته الاحترافية في فرق كبيرة وهو في نهاية الثلاثينيات، لذا أقول لك، إذا أحسست أنني لازلت قادرا على العطاء فلماذا أعتزل الكرة· ** أريد إجابة منك، هل تحس أنك لازلت قادرا على العطاء؟ * أكيد نعم· ** إذن ستواصل اللعب في الدوري الفرنسي بالرغم من نزول فريق أميان إلى الدرجة الثالثة؟ * لم أقرر بعد، تمنيت أن أضمن البقاء لهذا الفريق العريق في الدوري الفرنسي الثاني، لكن هناك أسباب حالت دون ذلك، ولست نادما للعب لهذا الفريق· ** وهل تفكر في العودة من جديد للعب لفريق مولودية الجزائرية؟ * كيف تريد أن أعود من جديد للعب في البطولة الجزائرية، والدماء باتت تسيل في الملاعب، هذا الأمر مفروغ منه، لا أفكر ولن أفكر في عودتي من جديد إلى البطولة الجزائرية· ** هل أنت راض بما قدمته عبر مسيرتك الاحترافية؟ * راضي كل الرضا، يكفيني شرفا أنني لا زلت لاعبا محترفا وأنا في سن السابعة والثلاثين، وهذا الموسم هو الثاني عشر لي في عالم الاحتراف· ** خضت تجربة احترافية فاشلة في الخليج العربي، هل تفكر في خوضها من جديد؟ * كل شيء بالمكتوب، إذا توصلت بعرض جيد فلما لا أخوض تجربة ثانية، ولا أعتبر زن تجربتي الاحترافية بقطر فاشلة بل كانت تجربة مفيدة لي، علمتني الكثير، وإذا كتب ربي وخضت تجربة ثانية، فلن أقع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها سابقا· ** ماذا عن المنتخب الوطني الجزائري الحالي؟ * الحمد لله لدينا منتخب كبير، ومدرب كبير، وأنا على يقين أن المدرب خاليلوزيتش سيضيف الكثير للمنتخب الوطني بالنظر للمستوى الكبير لهذا المدرب واحتكاكه بالكرة الإفريقية، وإذا سارت الأمور مما عليه الآن، أنا جد متفائل ببلوغ منتخبنا أمم إفريقيا المقبلة، ولما لا مونديال البرازيل· الجميل في المدرب خاليلوزيتش منح الفرصة لجميع اللاعبين، حتى المحليين منهم، حيث يستدعي قبل كل تربص العديد من اللاعبين المحليين لمنحهم الفرصة لإثبات مستواهم إن كانوا يصلحون للعب للمنتخب الأول أم لا، ولا أظن أن هذا المدرب قد أخطأ في حق لاعب ما، فقد أعطى الفرصة للجميع· ** ماذا تقول بخصوص الهجرة الجماعية للاعبي المنتخب الوطني الى النوادي الخليجية خاصة القطرية منها؟ * لكل لاعب له حرية اختيار وجهته، ولا يحق لأي كان أن ينتقد هؤلاء اللاعبين عن اختياراتهم، وأنا ضد من يقول أن انتقال هؤلاء اللاعبين خطأ، فمثلا البطولة القطرية باتت تعج بالعديد من الأسماء الكبيرة في عالم الكرة، وبالكثير من المدربين الكبار، فلماذا ننتقد اختيارات هؤلاء اللاعبين· ** لنعود بك إلى مونديال جنوب إفريقيا، الكثير لا يزال يتهمك أنك أنت من أرغمت المدرب الوطني آنذاك رابح سعدان، بالدخول بديلا لاعب بودبوز؟ * كلام لا أساس له من الصحة، ولتوضيح الرؤية أقول إن مساعد المدرب الوطني آنذاك زهير جلول هو الذي طلب مني تسخين عضلاتي للدخول، ولست أنا من فرضت على الشيخ سعدان الدخول، وقد سبق لي وأن تحدثت مطولا عن هاته النقطة· ** ماذا تقول لنا في ختام جلستنا هاته؟ * أشكركم على هاته الاستضافة، متمنيا لجريدتك كل التوفيق والنجاح، كما أتمنى من أعماق قلبي أن تزول ظاهرة العنف في الملاعب، وأتمنى كل التوفيق للمنتخب الوطني في المنافسات الدولية المقبلة، كما أتمنى الشفاء العاجل للمصابين في أحداث ملعب سعيدة الأخيرة، وأقول للجماهير الجزائرية أنتم دائما في قلبي ووجداني، وتحيا الجزائر·