تعيش عائلة (حبيبة· ص) المتكونة من 9 أفراد والقاطنة بغرفة واحدة بمنطقة السفينة المحطمة ببرج الكيفان بمكان أقل ما يقال عنه إنه شبيه بالجحر تتقاسم فيه هذه العائلة المحطمة الحياة مع القوارض والزواحف والحشرات· إنها فعلا حياة مأساوية تعيشها هذه الأخيرة، فالفقر المدقع من جهة والأمراض الخطيرة التي أصابتها من جهة أخرى، حيث قالت لنا والدة آمال إنهم يعيشون حياة حيوانية وقاسية وصعبة للغاية ومؤسفة في هذا المكان في ظل انعدام أدنى ظروف الحياة الكريمة، فلا ماء ولا قنوات صرف صحي، ولا غاز وحسب المتحدثة ل (أخبار اليوم) أن فترة الشتاء كانت بمثابة الموت البطيء جراء البرودة الشديدة وتسرب مياه الأمطار التي حوّلت المكان إلى مستنقع، حيث تحولت حياتهم إلى جحيم بكل ماتحمله المعاني لاسيما في ظل انعدام وسائل التدفئة كباقي الجزائريين وما زاد تفاقم الوضع هو حرمان العائلة من أبسط متطلبات الحياة وضرورياتها على غرار المواد الغذائية والخبز والحليب وغيرها، وتضيف السيدة حبيبة أنه لولا تدخل الخيرين من ذوي القلوب الرحيمة لماتوا أطفالها من الجوع، فضلا عن الأمراض التي تفتك بمعظم العائلة، وماساهم في تدهور حالتهم الصحية غياب وسائل العلاج في ظل انعدام الإمكانيات المادية، وأردفت قائلة إنها رغم الشكاوي والنداءات التي وجهتها إلى مصالح السلطات المعنية على رأسها وزارة التضامن إلا أنها لم تلق أي رد إيجابي لحد كتابة هذه الأسطر ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل اتصلت بالسلطات المحلية للوقوف على حجم الوضع الكارثي الذي تعيشه داخل تلك الغرفة خصوصا أثناء التقلبات الجوية الأخيرة التي عرفتها العاصمة وكامل التراب الوطني إلا أنها لم تكلف نفسها عناء التنقل للمعاينة حتى، وأضافت أن مازاد من تفاقم الوضع هو اقتحام الأمراض حياتهم فزوجها مريض بالسل وطريح الفراش وابنتها آمال نخر جسدها السرطان وأكد لها الأطباء المختصون ضرورة علاجها بالخارج أما أولادها الخمسة فيموتون جوعا أمام عينيها ولا تستطيع فعل أي شيء سوى التحسر، هذه الكلمات التي وصفت بها السيدة حبيبة حالتها تجسد معاناتها، عجزت امرأة ضعيفة على مواجهتها خاصة وأن رب الأسرة حالته منهارة وتزداد سوءا يوما بعد يوم ولا حول ولا قوة له، وما زاد من معاناتها غياب المساعدات والإمكانيات المادية وتقول إنها خرجت للعمل كمنظفة في البيوت وهذا لسد رمق أولادها الجياع مقابل مبلغ لا يتعدى 8000 دج رغم أن حالتها الصحية منهكة ولا تتحمل التعب أو العناء والجهد الذي تبذله كونها هي الأخرى تعاني من السكري الذي أضحى يسبب لها الكثير من الإرهاق والتعب الذي لا يتحملهما بشر أو جسمها النحيف، ورغم كل هذه الأمراض التي يتخبط فيها الوالدان وابنتهما إلا أنهم يقيمون لأكثر من 8 سنوات في خيمة عرفوا فيها أسوأ أيام حياتهم ليرزقوا في الأخير ببيت قصديري بمنطقة السفينة المحطمة ببرج الكيفان والذي لا يحتوي إلا على غرفة واحدة، وكما سبق ذكره تنعدم فيه أبسط شروط العيش الكريم ولكم أن تتصوروا الوضع، وفي الأخير تناشد هذه العائلة وزير التضامن سعيد بركات وكل القلوب الرحيمة مساعدة هذه العائلة لسد جوعها أولا ومساعدة الوالد المصاب بالسل على مواصلة العلاج والدواء أما الطفلة آمال فأملها كبير في السفر للعلاج بالخارج، وحاليا مد يد العون لها بالدواء الذي لم تتمكن من الحصول عليه بسبب الفقر المدقع والحاجة ومن يهمه الأمر العنوان والهاتف لدى الجريدة·