لازلت عائلة قريشي المتكونة من سبعة أفراد تعيش عمق المعاناة والفقر المدقع بمنزل شبيه بالإسطبل قرب الوادي لا يصلح لأن يكون مأوى للحيوانات ببلدية عين النعجة بالعاصمة الذي يهدد حياة هذه العائلة خاصة مع حلول فصل الشتاء، حيث يرتفع منسوب مياهه العكرة وتتسرب إلى هذا البيت المتدهور الآيل للسقوط بسبب التصدعات التي لحقت به بسبب الأحوال الجوية والكوارث الطبيعية، فضلا عن انعدم أدنى متطلبات الحياة الكريمة التي تحفظ ماء الوجه والكرامة· وحسب السيد محمد قريشي فإنه أصبح يترقب الجو خوفا من تلك الأمطار الطوفانية التي تأتي على الأخضر واليابس، خاصة وأن المأوى الذي يقطنه عبارة عن بيت فوضوي بات على فوهة بركان، وأن فصل الشتاء أصبح بمثابة كابوس وهاجس يؤرقهم من شدة الخوف، وأضاف قائلا رغم الوضعية الكارثية التي نعيشها من جهة المسكن الذي لا يليق على الإطلاق للإنسان يعاني أفراد العائلة على رأسهم المتحدث من أمراض مزمنة جعلت أوضاعهم الاجتماعية المؤسفة أكثر تعقيدا يوما بعد يوم، والشيء الذي زاد من تذمرهم هو سياسة التهميش المفروضة عليهم من طرف السلطات المعنية التي لاتعير معاناتهم أدنى اهتمام رغم الشكاوي ونداءات الاستغاثة المرفوعة، إلا أن هذه الأخيرة لم تكلف نفسها عناء الوقوف على حجم المعاناة والخطر المحدق بهم لاسيما قرب مسكنهم من الوادي الذي يهدد حياتهم في أي لحظة· وما زاد من معاناة ومتاعب عائلة السيد قريشي هو فصله عن العمل بسبب تدهور وضعه الصحي، حيث طرق كل الأبواب من أجل الحصول على طلب عمل، لكن طلبه قوبل بالرفض بسبب تأزم حالته، وما زاد الوضع سوءا هو مرض ابنته الصغرى بداء خطير استوجب عليها إجراء عملية جراحية مستعجلة لكن في ظل أدنى الإمكانيات المادية وقف الأب مكتوف الأيدي مكسور الخاطر، وما زاد الأمر تعقيدا هو أن هذا الأخير اتصل بالسلطات على رأسها وزارة التضامن والجماعات المحلية لمساعدته على علاج ابنته وترحيله من هذا المكان الذي لا يصلح حتى للحيوانات خاصة وأنه بمحاذاة الوادي، ناهيك عن تقاسمه المكان مع الجرذان والأفاعي ومختلف الحيوانات إلا أن السلطات لم تحرك ساكنا رغم اطلاعها على وضع العائلة وما تواجهه من مشاكل صحية ونفسية داخل هذا القبر، وحالة العائلة تزداد سوءاً يوما بعد يوم بسبب طبيعة المكان من الرطوبة العالية والروائح الكريهة التي تعبق المكان نتيجة تموقعها بقرى الوادي· في زيارة قادت (أخبار اليوم) إلى هذه العائلة بعين النعجة والتي نصبت بيتها القصديري بقرب الواد والتي تفاجئنا من وضعها المؤسف والعصيب والتي يحاصرها الفقر من جهة والأمراض المزمنة من جهة أخرى ناهيك عن طبيعة المكان، حيث تنعدم فيه أدنى شروط العيش الكريم من انعدام الماء وقنوات الصرف الصحي والمياه وغيرها من ضروريات العيش الطبيعي، وما زاد الوضع سوءا هو مرض الأب الذي أدخل العائلة في نفق مظلم باعتباره السند والمتكفل الوحيد· وقد سبق ل(أخبار اليوم) وأن وقفت على حجم المعاناة ونشرت صرخة هذه العائلة، إلا أنه لا جديد يذكر ولم تتدخل أي جهة لمساعدة العائلة التي تعيش حياة حيوانية وفقرا مدقعا في ظل مرض الأب الذي صار عاجز تماما إثر إصابته بالسرطان ولدى تنقلنا وجدنا الأوضاع ازدادت تدهورا· وتتغاضى السلطات عن معاناتها رغم النداءات المتكررة للسلطات المحلية والتي لم تكلف نفسها حتى التنقل لمعاينة وضعها المزري، ولحد كتابة هذه الأسطر لم تستفد عائلة قرشي من أي مساعدة تذكر، وعبر هذه الصفحات يرفع رب هذه الأسرة صرخته للسلطات على رأسها القاضي الأول في البلاد ووزير التضامن لإنصافه وانتشاله من الجحيم الذي يعيشه رفقة عائلته·