عرف الزنجبيل منذ القدم بفوائده الطبية الكثيرة، كما أنه استخدم كعلاج للكثير من الأمراض والاضطرابات، على غرار الإضرابات الهضمية والإسهال، وكذا بالنسبة لمرضى الربو والمفاصل والقلب والكلى، إضافة إلى العديد من الفوائد الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، كما يعرف على الزنجبيل أنه ذو نكهة مميزة وطعم لاذع حار، يميزه عن باقي الأعشاب الطبية الأخرى، وبسبب هذا الكم الهائل من الفوائد، أصبح الجزائريون لا يستغنون عنه مطلقا، خاصة بالنسبة للشباب والكهول، الذين أصبحوا من أكثر المدمنين عليه، بعد أن أصبح مشروب الزنجبيل لا يفارقهم أبدا، فبعد أن كانت أكواب القهوة والشاي أولى اهتماماتهم، هاهو مشروب الزنجبيل ينفرد بالريادة، ويضع القهوة والشاي وباقي المشروبات الساخنة الأخرى في المرتبة الثانية· إذ تعرف محلات بيع الأعشاب وكذا المقاهي إقبالا منقطع النظير عليه، خاصة في ظل التسليم الكلي من طرف المواطنين بفوائده الكثيرة، ومن خلال زيارتنا لأحد هذه المحلات أخبرنا صاحب المحل، أنه في السنين القليلة الماضية انتعشت تجارة الزنجبيل، فبعد أن كان يشترى فقط من طرف بعض النسوة اللواتي يستعملنه كجزء من البهارات في أكلاتهم، وبعض الوصفات العشبية العلاجية، خاصة المنحفة، هاهو اليوم يشهد إقبالا كبيرا ومن أغلب فئات المجتمع، خاصة الرجال، الذين يأتون ويشترونه بكميات كبيرة، ليضيف قائلا إنه لا يخفي أبدا عن زبائنه أضرار الزنجبيل، خصوصا إذا ما تم استهلاكه بكميات كبيرة، كما أن هناك بعض الأنواع المستوردة منه في السوق، والتي تعد خطيرة جدا على صحة المواطن، لأنها تأخذ وقتا كبيرا للوصول إلى الجزائر، وهو ما يجعل أضراره أكثر من منافعه بكثير· ويعد استهلاك (مشروب الزنجبيل) أكثر انتشارا في المقاهي الشعبية، وعليه يقول السيد محمد، وهو صاحب مقهى بالحراش، إنه تعرف على الزنجبيل من خلال شربه عند أحد أقاربه، حيث أعجبته نكهته الخاصة ومذاقه اللاذع، ومنذ ذلك اليوم قام بإدراجه في قائمة المشروبات الساخنة بمقهاه، ولما شاهد حجم الإقبال عليه يوما بعد يوم، زاد من الكمية التي كان يقتنيها، وعند سؤالنا عن سبب هذا الإقبال، قال محدثنا إنه لا يعرف السبب الفعلي وراء هذا الإقبال، لكنه يعرف تماما كما يعرف جميع الناس، أن للزنجبيل فوائد كبيرة للطاقة الجنسية، وعليه فإن الرجال يقبلون عليه كثيرا، وهذا ما جعله أكثر المشروبات طلبا في المقاهي، حيث أصبح مؤخرا يزاحم القهوة، من ناحية الاستهلاك ورخص الثمن· وفي هذا السياق يقول دحمان وهو أب لأربعة أطفال، إنه كان يشرب الشاي كثيرا، ولكن عندما اكتشف الزنجبيل تحول إليه، خصوصا بعدما سمع أنه يزيد القوة الجنسية، ويفيد أيضا في التخلص من بعض المشاكل الهضمية، ليضيف بأنه يعاني من مرض الربو، ومنذ أن بدأ في تناول مشروب الزنجبيل، بدأ في التحسن شيئا فشيئا عن السابق· ليصبح بذلك الزنجبيل الأنيس الوحيد للمواطنين من كل الفئات، في المنازل والمقاهي ومقرات العمل، نظرا لمكوناته الصحية التي تحميهم من العديد من الأمراض، خصوصا الرجال، الذين يقبلون عليه، من أجل الاستفادة من مكوناته الصحية التي تعمل على تقويتهم جنسياً·