تعيش العديد من الأسر حديثة الزواج مشاكل كثيرة ومتعددة تدخل العلاقة في نفق ضيق ودوامة، ومن بين هذه المشاكل مشكلة الفروق الاجتماعية بين الزوجين أو الفارق في التعليم الذي لم يكن أي من الطرفين يحسب له حسابا رغم أنه هام جدا خاصة إذا ما تعلق بالتوافق الفكري للزوجين· ولعل المرأة يمكن أن تصبر على تفوق زوجها أو تتقبله بحكم أن الرجل لا يعاب كثيرا إن كان متعلما أو لا، فحسب قوانين المجتمع لا بأس للرجل باختيار زوجة له من أي طبقة أو من أي مستوى طالما يستطيع توفير العيش الكريم لها لكن ما لم يعد يتقبله الرجل أن تكون المرأة أحسن منه من حيث المستوى التعليمي مما يخلق الكثير من المشاكل· ترددت كثيرا عبارة الغيرة لدى النساء أما الرجال فأصبحوا يرونه غرورا وإن اختلفت المصطلحات إلا أن المتضرر في النهاية هم الأطفال والأسرة التي تتفكك· فليس الرجل من يغار من امراته بل عليها وليست المرأة من تغتر بل تفخر بإنجازها لكنه سوء التفاهم الذي يعصف بالحياة الزوجية فيحطمها· تردد الكثير من النساء اللواتي تعانين من مشاكل عدم التوافق مع أزواجهن، سامية (زوجي أصبح يغار مني بعدما تحصلت على ترقية في عملي وحصلت على شهادة عليا وهو متحصل على مستوى محدود· ومنذ تلك الترقية صار يرفض عملي بعد أن رقيت أنا وبقي هو عامل بسيط· حيث أصبح يحاول أن يشغلني بأمور المنزل والأطفال كي لا أواصل دراستي وأكون أفضل منه مستوى)· هن نساء اخترن الدراسة والعمل ولكل منهن مسيرتها الخاصة التقيناهن فوجدن أن ما تعانيه كل واحدة هو مشكلة تتعلق بتفوقها على زوجها، تروي زكية وهي أستاذة تعليم ثانوي وتحضر للدكتوراه أنها اكتفت بالتدريس في الثانوية على أي عمل آخر حتى توفر الوقت لزوجها وأبنائها الأربعة، تقول (في البداية كان الحب والتفاهم يجمعنا لأننا درسنا معا في الجامعة وتخرجنا فعملنا في التدريس لكنني قررت مواصلة دراستي فحصلت على الماجستير ومنذ ذلك اليوم تغير زوجي معي، أصبح لا يحب أن يراني أدرس في البيت ووصل به الأمر إلى تمزيق بعض أوراقي وأنا أكتب، أراد أن يحطمني وطلب مني البقاء في البيت لأرعى أطفالي وهو ما لم يكن رأيه في أول زواجنا· ومن جهتها قالت آمال إنها ندمت على زواجها من رجل لا يقدر العلم رغم أنه قريبها تقول (نادرا ما نسمع في المجتمع الجزائري رجلا يتكلم عن زوجته بفخر أو يشيد بمكانتها العلمية وكفاءتها فقط يريد أن يفتخر بأنه الذي يتحكم فيها ويقمعها بل نراه في أكثر الأحيان يحاول عرقلة تقدمها بعملها بالكثير من الأعباء التي تفوق طاقتها من أجل أن يبعدها عن الاهتمام بنفسها وبمستقبلها لأن معظم الرجال يعتقدون أن الزوجة مهمتها الاهتمام بالبيت والأولاد)· ولما توجهنا إلى الرجل الذي هو محل اتهام قال لنا فوزي وهو موظف سام بأنه يرفض أن تخرج زوجته للعمل رغم أنها تحوز نفس الشهادة وأنه بإمكانها العمل معه يقول (زوجتي تقبلت الأمر منذ أول لقائنا وهي الآن ربة بيت وأم لطفلين أنا لم أقمعها لكنني حافظت عليها لأنني أرى ما تعانيه المرأة من مضايقات في العمل أنا شخص غيور على زوجتي ولا يمكنني تقبل الأمر فأنا السيد ويجب التحكم في زمام الأمور وباستطاعتي التكفل بعائلتي وأنا في غنى عن راتب تجلبه زوجتي)·