حياة بائسة تعيشها مئات العائلات بسيدي عيسى في بلدية خرايسية، فأبسط الأمور منعدمة في هذا الحي فلا ماء ولا قنوات صرف صحي ولا حتى طريق آمن يخرجون منه من هذا الجحيم المحيط بهم منذ سنوات طويلة· صرخات ألم وحسرة طغت على شهادة ممثل هؤلاء السكان في اتصاله ب (أخبار اليوم)، فبعد 40 سنة من العيش في هذه المنطقة يجدون أنفسهم تحت وطأة ظروف قاسية كأنهم بمنفى أو في مكان منعزل عن العاصمة، فحسب نفس المتحدث فبعد أن صبروا وتحملوا كل الظروف المحيطة بهم من انعدام قنوات الصرف الصحي بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للمياه والتي تدوم أحيانا أكثر من 15 يوما، مما استدعى الاستعانة بالصهاريج وبالتالي استعمال ماء مخزن لمدة طولية وبكميات قليلة ما أدى إلى تضرر العديد من السكان خاصة الأطفال منهم، الذين أيضا يعانون من بعد المسافة ما بين حيهم هذا ومؤسساتهم التعليمية، فعليهم يوميا قطع مسافة أكثر من 2 كلم من أجل الوصول إلى أقرب مدرسة والمشكل الأكبر هو انعدام ممر أو طريق بهذه المنطقة وهذا ما خلق عدة احتجاجات في المنطقة، خاصة بعد الوعود الكثيرة من طرف السلطات المحلية بحل هذه الأزمة التي تفطن إليها السكان حتى قبل تحويل الطريق وتقسميه إلى شطرين، طريق سريع وطريق آخر غير صالح بتاتا، فحسب ممثل السكان فإن هذا الطريق لا يحتوي على المعايير التي تقام عليها مثل هذه الطرقات بانعدام مثلا المواصلات بشكل كبير جدا، مما خلق أزمة حادة بهذا الحي، رغم أن السكان لجأوا إلى البلدية قبل تأزم الوضع بالإضافة إلى الدائرة ووكالة الطرق السريعة، ولقد وعدتهم البلدية بالحل العاجل وأنه لا داعي للقلق، إلا أن هذه الوعود التي كانت خلال 2010 لم تنفذ إلى غاية اليوم، في حين الأمر ازداد سوءا وألقى بضلاله على السكان بشكل كبير، فبعد عامين وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم مجبرين على استعمال طريق غير صالح ويفتقر لكل الضروريات، ولهذا فلقد واصلوا تقديم شكاويهم لهذه المصالح والتي تعد في كل مرة بدراسة الوضع وإيجاد الحلول التي لم تجد طريقها إلى هذا الحي، كان الخروج إلى الشارع من أجل الاحتجاج الحل الأخير أمام هؤلاء السكان بعد مهلة منحوها للسلطات المحلية خلال الشهر الماضي، ولأن الأمر ظل كما هو تجمع أكثر من 40 شخصا بداية هذا الأسبوع أمام مقر دائرة الدارالبيضاء من أجل مطالبة المسؤولين بإيجاد حل لمشاكلهم العالقة خاصة فيما يتعلق بالطريق السريع، وبعد أخذ ورد مع مسؤول الأمن بهذه الدائرة وعد السكان بدراسة مطالبهم خاصة فيما يتعلق بفتح مدخل عبر حي حوش القازوز والذي يؤدي إلى الطريق السريع الرابط ما بين البليدة والعاصمة، مع إلزامية إخضاع هذا المدخل إلى كافة معايير إنجاز الطرق المعمول بها في مثل هذه الحالات، مع ضرورة التحقيق في الانقطاع المتواصل للمياه وإنجاز أنانبيب للصرف الصحي، كما طالب السكان من الدائرة إيجاد حل للخطورة الكبيرة التي يشكلها الطريق السريع بالشعوة والرابط ما بين الضفة الغربية والشرقية، والذي يجتازه مئات العمال يوميا رغم انعدام ممر للراجلين فيه، وهذا ما يشكل خطرا كبيرا على حياة هؤلاء المواطنين خاصة المراهقين منهم، فالطريق سيشكل مجزرة في المنطقة إذا لم تتدخل المصالح المعنية من أجل إنجاز ممر علوي أو ما يسمى بالجسر من أجل تجنب الكارثة في هذه المنطقة المعزولة إجباريا على باقي المناطق والمحاطة بكل المخاطر في انتظار تكفل المصالح المعنية بهذه النداءات المتكررة من سكان سيدي عيسى بالخرايسية·