تطاولت صحيفة الاتحاد الاشتراكي المغربية لسان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوّات الشعبية المعارض في عددها الصادر أمس السبت على الجزائر، حين زعمت أنها تتجسّس على المغرب من خلال إنشاء خلية يقظة (مزعومة) لمتابعة عمليات التنقيب الطاقي الجارية في بعض المناطق المغربية وجمع أكبر قدر من المعلومات والمستجدّات حول نتائجها وذلك بعدما راج مؤخّرا عن اكتشاف كمّيات كبيرة من النّفط والغاز الطبيعي في مناطق متفرّقة من المملكة، وهو ما فنّده المكتب الوطني للهيدروكاربورات بالمغرب شهر أفريل الفارط· في مقال لها حمل عنوان (الجزائر تتجسّس على المغرب بسبب ما راج عن كمّيات هائلة من النّفط)، نقلت صحيفة (الاتحاد الاشتراكي) لسان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوّات الشعبية في عددها الصادر أمس السبت، ادّعاءات روّجها الموقع الإسباني (كوريوديبلوماتيكو) المتخصّص في القضايا الدولية، والذي زعم أن مصادر دبلوماسية فرنسية أكّدت أن الجزائر تتجسّس على المغرب بسبب ما راج عن اكتشاف كمّيات كبيرة من النّفط والغاز الطبيعي في مناطق متفرّقة من المملكة المغربية وذلك من خلال نشاط الشركة الجزائرية للمحروقات التي أنشأت حسب ما ورد في المقال منذ أكثر من شهر (خلية لليقظة) أوكلت إليها مهمّة تتبّع عمليات التنقيب الطاقي الجارية في بعض المناطق المغربية وجمع أكبر قدر من المعلومات والمستجدّات حولها بعد تعاقب الأخبار التي أكّدت العثور على كمّيات هائلة من النّفط والغاز الطبيعي في مناطق متفرّقة من المملكة المغربية. وأضافت الصحيفة أن (سوناطراك) اعتمدت على علاقاتها الخاصّة ببعض شركات التنقيب العالمية باعتبارها أكبر شركة نفط في إفريقيا للتجسّس على المغرب، حيث أكّد مراسل موقع (مغرب أنتيليجونس) بباريس للصحيفة أن الشركة الوطنية للمحروقات أصدرت فعلا تعليمات لشركتها الفرعية (سيبكس) باستخدام علاقاتها القوية ببعض شركات التنقيب الدولية التي تشتغل حاليا بالمغرب وتؤكّد حسب الجريدة أنه تمّ العثور على مخزون هامّ من النّفط والغاز الطبيعي في بعض المناطق المغربية للحصول منها على معلومات دقيقة حول نتائج مختلف عمليات التنقيب التي تقوم بها على الأراضي المغربية لصالح المملكة· ولم تتحدّث الصحيفة المغربية عن أهداف الجزائر من وراء عملية التجسّس المزعومة، كما لم تقدّم أيّ أدلّة قد تطرح شكّا في تعاملات (سوناطراك) مع بعض شركات التنقيب الدولية، إضافة إلى أنها لم تشر إلى أيّ تقرير أو بيان رسمي مع أن مصدر الخبر هم دبلوماسيون ومن المفترض أن تكون تعاملاتهم رسمية، لا سيّما في مثل هذه المسائل الحسّاسة. وبالرغم من أن مقالها خلا من كلّ هذا إلاّ أن الصحيفة فضّلت معالجة الموضوع من منطلق المتأكّد لا من منطلق الباحث عن الحقيقة أو النّاقل للمعلومة بالاعتماد على صياغة خبرية محضة، وهو نفس النقص الذي نؤاخذ عليه زميلنا الصحفي المغربي صاحب المقال الذي راح يؤكّد اكتشاف حقول ضخمة للنّفط ستجعل المغرب قريبا دولة منتجة ومصدّرة للنّفط مثل جارتها الجزائر رغم أن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بالمغرب نفى هذا الاكتشاف شهر أفريل الفارط، موضّحا أن إعلان بعض الشركات الدولية عن وجود بعض المواد هو مجرّد دراسات أوّلية جاءت عقب أشغال المعالجة وإعادة المعالجة وإعادة تأويل المواد الجيوفيزيائية، وهو ما سمح بتحديد عدد من المؤشّرات الأوّلية في بعض المناطق المغربية·