أعلنت مصالح المراقبة التقنية للبنايات لمنطقة الوسط وبمناسبة الذكرى التاسعة لزلزال بومرداس، بأن مصالح هذه الهيئة وضعت احتياطات خاصة لعدم تكرار هذه التجربة الأليمة التي عاشها الجزائريون من خلال إنشاء مرصد لمراقبة المشاريع التابعة لذات المؤسسة وهذا قبل نهاية السنة الجارية· وحسب مدير مصلحة المراقبة التقنية للبنايات لمنطقة الوسط السيد أوقاسي بومدين فإن مصالح المراقبة التقنية للبنايات تحتوي على مخابر متنقلة عبر هذه المشاريع من أجل أخذ عينات للمعاينة من الخرسانة والآجر، الحصى والرمل أي كل المواد المستعملة في عملية البناء، والتي يتم دراستها على مستوى مصلحة خاصة من أجل التطابق، كما شددت نفس المصلحة وتفاديا لتكرار تجربة 2003، في منح رخص البناء خاصة للبنايات الذاتية واعتماد أعمدة وخراسنات مسلحة في عمليات البناء، إلا أن هذا لا يتم إلا بالتعاون مع السلطات المحلية·· الآلاف من البيوت الهشة تنتظر الترحيل قبل تكرار كارثة 2003 بعد مرور تسع سنوات كاملة على وقائع زلزال بومرداس والذي خلف الكثير من الخسائر المادية والبشرية، لا تزال آلاف العائلات في البيوت الهشة والقصديرية بمناطق عديدة بالعاصمة تعيش كابوسا حقيقيا مخافة الموت تحت الأنقاض كما وقع في هذا الزلزال، والبعض من هذه العائلات تضررت من الحادثة ورحلت إلى الشاليهات بصفة مؤقتة، كما وعدت السلطات المحلية بالسكن ريثما يتم تجهيز هذه المشاريع السكنية، إلا أن الأمر طال ولم يمس البعض منهم إلا خلال العام الماضي، في حين لا زالت عائلات أخرى تتجرع كؤوس المعاناة حتى الثمالة في ما يشبه الحفر والشاليهات التي لا تتجاوز مدة صلاحيتها ثلاث سنوات·· وهناك من أعيد إسكانهم بصفة مؤقتة إلا أنها امتدت إلى تسع سنوات أخرى بملاجئ، كالذي وقع مع 12 عائلة ببولوغين حيث أسكنتها السلطات المحلية في روضة بشكل مؤقت بعد تضرر منازلها خلال زلزال 2003 إلا أنها وإلى غاية كتابة هذه السطور تعيش في بقايا روضة متهدمة الأسقف والجدران وعانت الويلات خلال التقلبات الجوية الأخيرة، حتى أنها خلال تساقط الأمطار في بداية هذا الأسبوع لم تفارق الدلاء غرفها·· والمشكل الأكبر في هذه الروضة هو وجود مرحاض مشترك ما بين هذه العائلات التي تضم أكثر من 50 طفلا وبالتالي فإن خطر الأمراض يطاردهم، بالإضافة إلى كل الأوضاع المزرية الأخرى والوعود هي ذاتها تأتي من السلطات المحلية والتي ألفها هؤلاء السكان وحفظوها عن ظهر قلب·· غير بعيد عن هذا الحي وفي بولوغين أيضا اختار سكان حي جاييس العيش مع الموت في قبور هذه المنطقة، فأكثر من 25 عائلة منكوبة بسبب انزلاق التربة والآتي أعظم في ظل تواصل انزلاق التربة وتماطل السلطات في الالتفات إليهم·· و 200 عائلة أخرى في الحي القصديري بعين زبوجة في الطقارة، تعيش هي الأخرى نفس الأوضاع، وأغلب بيوتهم متضررة من زلزال 2003 وإلى الآن لم يستفيدوا من أية عملية إسكان·· فكل بلديات العاصمة تحوي الآلاف من البيوت الهشة والمواقع القصديرية المهددة بكارثة حقيقية تكون حصيلتها أثقل من زلزال 2003 إذا لم تتدخل مصالح ولاية الجزائر من أجل الشروع في ترحيلها بصفة استعجالية طبقا لبرنامج رئيس الجمهورية في القضاء على السكنات الهشة، فالتماطل في تنفيذ هذا البرنامج على أرض الواقع يتسبب في وقوع العديد من الضحايا بشكل يومي في هذه المواقع··