يختار الكثير من الطلبة أو حتى الموظفين والعمال التزود ببعض الوجبات الباردة أو المواد المعلبة خاصة خلال وجبة الغذاء بحيث لا يكون لهم متسع من الوقت من أجل استغلال وقت زمني مطول في الأكل، مما يؤدي بهم إلى التزود بتلك الوجبات الخفيفة الباردة بل حتى أن عمليتها وكذا سرعة تحضيرها إلى جانب بخس ثمنها وبيعها بالغرامات جذب الكثيرين إليها على غرار مادة (الكاشير) والأجبان والتونة إلى غيرها من المواد الباردة التي أضحت الحاضرة الأولى في أغلب مكاتب المؤسسات الإدارية بل حتى أن هناك من يعتمدون على أكلها بصفة يومية متغاضين على ما تحمله من مخاطر بعدية على الصحة· خ· نسيمة خاصة وأن تلك المواد تمتلئ بالمواد الحافظة الخطيرة على الصحة إلا أنها صارت الغذاء المفضل لفئات واسعة من المجتمع ويقبل عليها الصغير والكبير، فهي مواد مصنعة تمتلئ بالمواد الحافظة للون والطعم والمضادة في نفس الوقت للبكتيريا وهي في مجملها مواد مؤذية للصحة· ولمناقشة الموضوع اقتربنا من بعض العمال والطلبة الذين تجبرهم ظروف عملهم على الأكل خارج البيت فأكدوا لنا الظاهرة ووجدنا أن أغلبهم يعتمد على تلك الأنواع من الوجبات الخفيفة مرات عدة في الشهر، خاصة وأن إمكانياتهم وقدراتهم المادية لا تسمح لهم بالتزود يوميا بأطباق على مستوى المطاعم فيجدون أنفسهم مجبرين على تناول التونة أو الكاشير أو الجبن ومشتقاته، منهم الآنسة هاجر عاملة قالت إنها في مرات عدة تستوجب عليها الظروف التزود بتلك الأكلات رغم عدم اقتناعها أصلا بها، خاصة وأنها مواد غير صحية البتة، إلا أنه ليست بيدها حيلة فإما التزود بها أو صومها لكامل اليوم خاصة وأن أجرها الزهيد لا يسمح لها بالأكل يوميا بمحلات (الفاست فود) وهي توازن الأمور بالاعتماد على الوجبات الباردة من وقت لآخر· أما السيدة مليكة فقالت إنها تبتعد عن تلك الوجبات خصوصا بعد أن أصيبت بأمراض معوية على مستوى المعدة وهي تفضل التزود بالفواكه وبعض العصير على أن تتغذى بتلك السموم، وأضافت أنها تندهش كثيرا لجعل البعض من تلك المواد غذاءهم اليومي وهضم كل السلبيات المنجرة عن ذلك· وتجدر الإشارة أن معظم الدراسات تحذر من الاعتماد المفرط في تناول الأغذية المعلبة لأسباب عديدة تنعكس سلبا على الصحة العامة على رأسها وجود الملح بكميات كبيرة في تلك المواد والمعلبات وهذا يؤثر سلبا على سلامة القلب ويؤدي إلى ارتفاع الضغط، إلى جانب الإصابة بقرحة المعدة والطفح الجلدي وحصى المرارة وتساقط الشعر من الجبهة وجانبي الرأس· كما أن المواد الحافظة في الأغذية المعلبة وطلاء المعلبات تعتبر من المواد المسببة للسرطان، فالمواد التي تستخدم كمادة مزيلة للألوان الطبيعية ومانعة للتكاثر الجرثومي في الفواكه والخضر المجففة تسبب الربو وأحيانا الموت بسبب فرط الصدمة، أما المواد الكيميائية التي تستخدم في طلاء علب المعلبات لمنع تفاعل المواد الغذائية مع العلبة فتسبب السرطان للإنسان وخاصة النساء كسرطان الرحم والثدي وسرطان المهبل· ويشار إلى أن حامض الفسفوريك المستخدم في المشروبات الغازية ومادة فوسفيت الكالسيوم لغرض جعل الغذاء المعلب أكثر صلابة، إضافة إلى مادة فوسفات الكالسيوم كمادة مجففة للمواد الغذائية هي مواد تؤدي كلها إلى الإصابة بمرض خلخلة العظام، إذ تسبب المواد السابقة خللا في امتصاص مادة الكالسيوم خصوصا للأطفال· كما أن المواد الكيميائية التي تضاف كمواد مكملة مانعة لأكسدة بعض المواد الغذائية المعلبة خصوصا التي تحتوي نسبة دهن عالية تسبب ضعف النمو والتناسل وقلة المناعة وتضخم الكبد والسكري وأمراض القلب، دون أن ننسى استخدام بعض السكريات الصناعية كمواد حافظة في الأغذية لتعطيها الطعم الحلو تشكل خطرا على حياة الإنسان فهي مواد مسرطنة بطيئة لها تأثير سلبي على الجهاز العصبي للأطفال· لذلك وجب الابتعاد أو على الأقل تقليص استهلاك تلك المواد المصنعة خصوصا مع بداية موسم الحرارة باعتباره موسما تكثر فيه التسممات الغذائية·