قام العلامة عبد الله بن بية بزيارة إلى موسكو عاصمة دولة روسيا الاتحادية استمرت مدتها أربعة ايام، حيث قام العلامة بن بيه بالالتقاء بممثلي الجهات الرسمية والإسلامية· كما حضر مؤتمراً دولياً تحت عنوان (الإسلام ضد التطرف)، بمشاركة زعماء المسلمين الروس وعلماء المسلمين من بلدان العالم الإسلامي· ونظم المؤتمرَ الاتحادُ العالمي لعلماء المسلمين والمركز العالمي للوسطية في الكويت ومركز الوسطية في روسيا· وقال نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د· عبد الله بن بية إنهم أتوا إلى موسكو ليقدِّموا مساعدة استشارية إلى الإخوة المسلمين في هذا البلد، منبهاً إلى أن حرب الاقتتال لا تستجيب لمصالح الإسلام والمسلمين· وشارك فى هذا المؤتمر وكيلُ وزارة الأوقاف فى الكويت رئيس المركز العالمى للوسطية د· عادل الفلاح، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د· علي محيي الدين القرة داغي ورئيس حزب (النهضة) في تونس الشيخ راشد الغنوشي، ومفتي لبنان محمد رشيد قباني وغيرهم من علماء المسلمين البارزين· وكان العلامة عبد الله بن بية قد قام بزيارة على رأس وفد من كبار علماء المسلمين إلى العاصمة الشيشانية غروزني، للمشاركة في الجلسة النهائية لمؤتمر (الإسلام ضد التطرف)· وقد التقى الشيخ برئيس جمهورية الشيشان السيد رمضان قديروف في قصره في العاصمة غروزني، حيث دار حوارٌ حول أهمية جمع كلمة الشيشانيين والتأليف بين قلوبهم· وقام العلامة بن بية لاحقا بزيارة مدارس تحفيظ القرآن في الشيشان التي تحتضن الناشئة وتحفظهم القرآن الكريم في سن مبكرة قبل بلوغهم الثامنة من أعمارهم ودخولهم مرحلة التعليم الأساسي، وزار عددا من مساجد العاصمة غروزني ذات العمارة الإسلامية التاريخية التي أعيد بناؤُها بعد سنوات الحرب، كما زار مدافنَ الشهداء وضحايا الحرب الشيشانية· وكان العلامة عبد الله بن بية قد زار موسكو خلال الأيام الماضية وحضر عدة فاعليات إسلامية دارت حول تقديم النصح والاستشارة للقيادات المسلمة في الدولة الروسية· كما شارك العلامة عبد الله بن بية في مؤتمر اختتم أعماله في مؤتمر فقهي إسلامي بعنوان (الفكر الإسلامي ودوره في مواجهة الغلو) الذي عقده (المركز العالمي للوسطية) بمشاركة المؤسسة الروسية لدعم الثقافة والعلوم والتربية الإسلامية بموسكو· وألقى العلامة بن بية محاضرته عن (مفهوم الولاء والبراء وعلاقته بالمواطنة، ملامح المنهجية الوسطية في مواجهة الغلو فكريا وعلميا)، حيث افتتحها الشيخ، وبيَّن في محاضرته (أننا جئنا بدافع الدين والضمير لنصرة إخواننا سواء الوسطيين منهم أو الذين حادوا عن الوسطية مؤقتا لعلهم يرجعون، وأن هذا هو المعهود عن العلماء في تبليغ الكلمة والأخذ بأيدي الشباب إلى ما هو أوفق لهم ولمن معهم ممن يشاركهم الدار والقومية وأن الاقتتال ليس في صالح الإسلام والمسلمين والإنسانية، وأنه يُنال بالوفاق ما لا يُنال بالخصام والشقاق، وأن الغلو ناشئ عن فهم ضيق وأن من الضروري المحافظة على أمن الوطن· وقال الشيخ إن العلماء يطفئون فكر التشدد والغلو عند المتطرفين كما يطفئ رجل الإطفاء النار المدمِّرة· وذكّر بأن (الوقاية خير من العلاج ومواجهة الفكر بالفكر والحوار الحضاري من أهم الوسائل التي نواجه بها التطرف والتشدد)، وحذر من ربط العنف والتطرف بالإسلام، قائلا (العنف والتطرف ظاهرة سيئة لا ترتبط بعِرق ولا دين ولا مذهب ولا جنسية·· والكل يشتكي منه) إلا أن الشيخ أكد أن (للإسلام دورا كبيرا في مواجهة الغلو والتطرف من خلال قيمه السامية واعتدال أصوله ووسطية مبادئه (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)· وأصدر المؤتمرون من كبار علماء البلدان الإسلامية فتوى تدين الغلو والتطرف في تفسير المصطلحات الإسلامية مثل (الجهاد) و(التكفير) و(الخلافة) التي صار البعض يربطها في الفترة الأخيرة بالغلو· وأعرب المؤتمرون أيضا عن القناعة بأن التفسير الخاطئ لهذه الكلمات يقود المسلمين إلى سلوك درب الغلو والتطرف في العالم بأسره، كما يشكل ذريعة لتقديم صورة مشوِّهة للإسلام الحقيقي واستثارة نعرات الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا)· وتتضمن الفتوى أيضا تعريف كلمة (الجهاد) وحظر قتل الأبرياء وممارسة العنف حيال أتباع الأديان والطوائف الأخرى· كما أشير فيها إلى عدم جواز تقديم تفسيرات متطرفة لأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بقضايا الحرب والسلم وانتهاك المسلمين لقوانين الدولة التي يقطنون فيها وشن الهجمات المسلحة على هيئات سلطة الدولة· وستُوزع الفتوى في جميع البلدان الإسلامية، كما ستُدرَّس في المعاهد الإسلامية، وتدرج ضمن الأدبيات الفقهية والعلمية·