احتضنت بلدية الأربعاء ناث ايراثن الكائنة على بعد 20 كم شرق مدينة تيزي وزو على مدار يومين كاملين فعاليات العيد المحلي لفاكهة الكرز، حيث وصفت المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو منتوج السنة الجارية بالجيد مقارنة بالسنوات الأخيرة، وذلك بعدما بدأت هذه الثروة تنتعش مجددا بعدما أتى مرض الكابنود على مساحات هامة من مواقع انتشارها بولاية تيزي وزو، مع تسجيل تحسن طفيف مقارنة بالسنة الماضية، وذلك ببلوغ نسبة الإنتاج 20 ألف و600 قنطار، تجنى من مساحة إجمالية تتربع على 1196هكتار موزعة عبر بلديات دائرة الأربعاء ناث ايراثن، امتدادا لمرتفعات بني يني وعين الحمام. ومثلت التظاهرة السنوية التي تجدد المنطقة موعدها معها في مطلع شهر جوان، فرصة لجمع اكبر عدد ممكن من العارضين القادمين من مختلف مناطق غرسه بالولاية، وذلك للمضي قدما بهذه الثروة التي كادت أن تندثر في السنوات الماضية حيث انقطع عيد الكرز لأزيد من 3 عقود من الزمن وذلك بسبب كما ذكرنا انتشار مرض الكابنود عبر حقول الكرز. وتجدر الإشارة الى أن دائرة الأربعاء ناث ايراثن تحتل صدارة المناطق التي تنتج الكرز وذلك على امتداد 36 هكتارا ببلدياتها الثلاث، وأكثرها بلدية ايرجن التي تتصدر البلديات المنتجة وذلك بنسبة 04 بالمائة، بكميات تعادل 21 قنطارا في الهكتار الواحد. وفي مطلع الألفية الجارية أولت السلطات اهتماما خاصا بفاكهة الكرز وبدا الفلاحون والمواطنون يطلقون عمليات علاج وإعادة تشجير مساحات الكرز، ويظهر ذلك جليا في ارتفاع المنتوج من سنة لأخرى وان كان بنسبة طفيفة كما هو الحال بالكمية الإجمالية، لكنها تشجع نحو الأفضل وتعد بمستقبل أحسن لفاكهة الكرز، التي ستغطي حاجيات السوق المحلية. وأكد مصدر من المصالح الفلاحية أن كمية الإنتاج المسجلة للسنة الجارية كادت تلغي عيد الكرز لكون انطلاق عرضه بالسوق المحلية قبل موعد عيد الكرز، نظرا لقصر المدة التي ينضج فيها وفساد الغلة بسرعة، ما جعل من الكمية المخصصة لفعاليات المناسبة قليلة، إلا أنه تم تدارك الأمر بجمع كميات إضافية من مشاركين التحقوا مؤخرا. إلا إن ارتفاع أسعارها التي تتراوح ما بين 450 و600 دج للكغ الواحد باختلاف النوعية وذلك بعدما عرفت تراجعا حيث أدخلت للأسواق في وقت مبكر بسعر قارب 900 دج، ما جعلت من الكرز فاكهة خاصة بفئة معينة من المجتمع، إذ لا تسمح أسعارها باقتنائها من طرف جميع المواطنين الذين يلهون أبصارهم بها بكونها ديكورا مؤقتا للطرقات السريعة التي تعرض على حوافها. وتأمل المصالح الفلاحية في انخفاض أسعار الكرز بعد جني المنتوج المحلي كاملا ليتسني لجميع المواطنين اقتنائها وتذوقها على الأقل، خاصة وكما ذكرنا تواجدها بالأسواق ظرفي وقصير.