العطلة الصيفية لا تعني للكل الاستجمام والراحة والاسترخاء وإنما يرادف معناها لدى الكثيرين مواصلة العمل والنشاط لتحقيق أرباح طيلة موسم الصيف أين يكثر الإقبال على الشواطئ، وبذلك تزدهر تجارة بعض المأكولات التي تتفنن بعض النسوة في تحضيرها ويبعثن بأبنائهن مادام أنهم في عطلة من أجل ترويجها عبر أغلب الشواطئ، وبذلك تنقلب أغلب البيوت إلى ورشات عمل طيلة الصيف من أجل جني مداخيل الدخول الاجتماعي القادم، وتغطية تكاليفه الباهظة خاصة وأن المصاريف ستتسع لدى أغلب الأسر مع استقبال رمضان الكريم وكذا عيد الفطر بعدها الدخول المدرسي في شهر سبتمبر. نسيمة خباجة لذلك عكفت أغلب النسوة على التحضير لكل تلك المناسبات التي تزيد مصاريف إحداها عن الأخرى فلم يجدن في وسعهن سوى استغلال العطلة الطويلة للأبناء وتشغيلهم في ترويج تلك الأكلات الخفيفة عبر الشواطئ، على غرار المحاجب والمطلوع والبينيي والرفيس والبغرير وبعض الأكلات التي لا تخطر على بال أحد، إلا أن هؤلاء النسوة جعلوها كمصدر لاسترزاقهن ومجابهة أعباء الحياة خاصة وأن تلك الحيل والمنتجات المنزلية أضحت تفك عنهن بعض الكرب الذي يواجهونه من حيث تضخم المصاريف التي تحتاجها الأسرة من دفع للفواتير واقتناء مستلزمات الأبناء. التقينا ببعض النسوة على مستوى الأسواق بعد أن جذبنا اقتنائهن لبعض المستلزمات بكميات متزايدة تلك التي يحتاجونها في تحضير تلك الكيفيات التقليدية، بحيث أقبلن على شراء الدقيق والزيت والفرينة والعسل ... بكميات متزايدة لاستعمالها في تحضير تلك الأكلات التي تعود على أسرهن ببعض المداخيل. منهن السيد حفصة 55 سنة التقيناها بسوق المرادية وكانت تقتني موادا متنوعة قالت إنها ستستعملها في تجارتها خلال الصيف لاسيما وأنها دأبت على صنع بعض الكيفيات التقليدية لترويجها من طرف ابنها عبر الشواطئ خلال كامل الصيف، عل غرار البينيي وحتى الإسفنج تحضره ويبيعه ابنها للمصطافين عبر شواطئ العاصمة، بحيث يستبدل الوجهة كل أسبوع فمن شاطىء الكيتاني إلى شاطىء سيدي فرج وهكذا دواليك إلى أن ينتهي الصيف، لتضيف أن حالة أسرتها العسيرة هي من أجبرتها على العمل في كامل الصيف على الرغم من الأمراض التي تعاني منها إلا أنه لا بديل لها عن العمل لمساعدة زوجها الذي يعمل بأجرة زهيدة. وعن العائدات قالت إنها لا بأس بها لكنها لا تقارن بالمجهود الذي تبذله إلا أنها تجدها في مصاريف الدخول الاجتماعي المقبل خاصة مع توالي المناسبات في هذه السنة. نفس ما راحت إليه سيدة أخرى والتي راحت إلى صنع حلويات جافة على غرار الطابع والكروكي والتارت ليبيعها ابنها على مستوى الشواطئ قالت إنها اختارت أن تخالف النسوة بتخصصها في ترويج الحلويات الجافة لاسيما وأن أغلب النسوة يملن إلى صناعة المحاجب والبينيي وجل الكيفيات المعروفة مما قد يفوت عنها فرصة الربح، فاختارت الحلويات وجربتها منذ العام الماضي ووجدت رواجها الكبير عبر الشواطئ لاسيما وأن سعر الحبة الواحدة هو ب 10 دنانير وهو سعر معقول، ويحب الكل إرفاقها بالحليب أو الشاي في المساء لذلك قررت مواصلة الحرفة في هذا الصيف واستغلال عطلة أبنائها الثلاثة الذين يتوزعون على الشواطئ لترويج السلعة.