شارف الموسم الحالي على الانتهاء وبدا التفكير في العطلة الصيفية التي ستبدأ فعليا بمجرد انتهاء المواسم الدراسية وإعلان نتائج الامتحانات النهائية لكل المستويات ومع اقتراب حلولها يكثر الحديث عن كيفية قضاء العطلة التي تعتبر فترة مهمة للجزائريين الذين بدأت هاته الثقافة الجديدة في الدخول إلى قواميسهم في السنوات الأخيرة ،ورغم تزامن شهر رمضان هاته السنة مع الإجازة الصيفية إلا أن هذا لم يمنع المواطنين من التخطيط والتفكير في طريقة قضاءها فبين الشواطئ،النوم،السياحة الداخلية والخارجية كانت أبرز الأصداء. يختلف مفهوم العطلة عند الجزائريين باختلاف مستوياتهم الفكرية والاجتماعية وكذا قدراتهم المادية ولكن يتفق جميعهم على أهمية هاته الفرصة التي تأتي للتخفيف من الضغط وإراحة العقل من الدراسة أو العمل وكذا لنيل قسط من الراحة بعد موسم اجتماعي صعب سواء للطالب أوالعامل ،وفي جولة استطلاعية لنا قادتنا لمختلف شوارع وأحياء العاصمة الجزائر حول ثقافة العطلة وكيفية قضاءها اختلفت الآراء والتصريحات وتنوعت الخطط والأفكار ،حيث وجدنا أن البعض من الجزائريين خاصة الشباب منهم يفتقدون لثقافة التخطيط فيقضون عطلتهم بين النوم،المقاهي والشواطئ إذ يقول أحد الشباب ممن التقيناهم ببلدية الأبيار بالعاصمة أنه لا يفكر أبدا في العطلة بل يقضيها حسب ما يملك من أموال فحين تتوفر له الأموال يقضيها في الشواطئ أوالمسابح وقد يختار أن يسافر لأحد البلدان المجاورة التي لا تكلف كثيرا وحين يفتقد للمال يقضيها بين النوم والتلفزيون أولعب مباريات في كرة القدم مع أبناء حيه لتمضية الوقت،نفس الرأي جاء به أحد أصدقائه حيث ذكر لنا أنه لا يخطط أبدا لعطلة لأن العطلة لا تكون بالتخطيط حسبه بل بالأموال فهاته الأخيرة هي التي تحدد نجاح العطلة من فشلها،شاب آخر قال أنه لايجد فرقا فهويعيش العطلة طوال السنة على اعتبار أنه بطال ولكن الفارق الوحيد هو الشواطئ التي يحب أن يقصدها كل مساء. شباب آخرون ان لنا لقاء معهم في بلدية بني مسوس بالعاصمة تراوحت خططهم بين الشواطئ في الجزائر أوخارجها إذ قال لنا أحدهم _كانت هاته السنة متعبة لأنها كانت الأولى لي في العمل لذا اخترت أن تكون علتي في تونس لكن قبل هذا لم أكن أسافر أبدا بل كنت أقصد شواطئ العاصمة فقط-،صديقه قال لنا أن هاته العطلة ستكون في مصر عند أحد الأقارب رغم كل التوتر الذي تشهده.بعض الطلبة ممن التقيناهم بالجامعة المركزية بالعاصمة اتفقوا أن العطلة هي تعطيل للذهن بعد موسم جامعي متعب أما آخرون فقد أجلوا الحديث في الموضوع إلى غاية إعلان النتائج النهائية التي ستحدد مصيرهم في العطلة. أما النساء فكانت لهن آراء مختلفة إذ ذكرت لنا إحدى السيدات أنها تنشغل في العطلة بالأعراس والمناسبات العائلية إضافة لبعض الزيارات لأقاربها ببعض ولايات الوطن ،سيدة أخرى التقيناها بأحد أسواق العاصمة قالت لنا أنها تفضل قضاء العطلة في أحد الشواطئ الجزائرية أوالغابات برفقة زوجها وأبنائها لأنها فرصة للأجتماع بهم بعد موسم دراسي وعملي طويل. وفي جولة قادتنا لبعض وكالات السياحة والأسفار بالعاصمة الجزائر التقينا هناك ببعضا لمواطنين ممن بدؤوا بالتخطيط لعطلهم وذلك بحجز تذاكرهم للخارج بعد نفاذ أغلب تذاكر الفنادق بالولايات الساحلية خاصة إذ أكد لنا أغلبهم أن الفنادق والمرافق السياحية المتاحة بالجزائر لم تعد كافية لاستيعاب الحجم الكبير للجزائريين من الراغبين في قضاء طلهم الصيفية رفقة عائلاتهم،واختلفت وجهاتهم السياحية بين تونس،مصر،اسبانيا وتركيا هذا الوافد الجديد على القاموس السياحي للجزائريين إذ تشير آخر التوقعات أن أغلب الجزائريين اختاروا تركيا لتكون وجهتهم هذا العام وذلك بسبب التوتر الذي تشهده كل من تونس ومصر وكذا آثار المسلسلات التركية على المواطن الجزائري وهذا ما يؤكده مدير الوكالة السيحية*لميس*السيد *نورالدين بغدادي-في تصريح سابق لوكالة الأنباء الجزائرية أن _مابين 40 إلى 60 بالمئة ممن يقصدون الوكالة يفضلون تركيا كوجهة سياحية _كما أكد لنا أحد المواطنين أنه اختار تركيا لقضاء عطلته بعد غلحاح شديد من بناته اللواتي أردن اكتشاف بلد مهند وفاطمة كما قال وذلك رغم غلاء الأسعار التي قد تصل إلى 120 ألف دج للشخص لواحد بأحد الفنادق التركية دون احتساب تذكرة السفر . عطلة هاته السنة جاءت لتتزامن مع شهر رمضان المبارك شهر جويلية المقبل والذي أخلط بعض أوراق الجزائريين بتقليص العطلة لشهر واحد الأمر الذي لم يمنع البعض من القول أنهم سيقضون عطلتهم بما فيها شهر رمضان في الاصطياف والاستجمام .