عطلة الجزائريين .. افتقار لبرامج واضحة، تبذير للمال ومضيعة للوقت إن عديد من الجزائريين يسعون لاستغلال عطلهم لأقصى درجة بغية تحقيق الراحة النفسية والجسدية وحتى لتجديد القدرات الذهنية، ولكن في الغالب يسعى الجميع إلى تحقيق عطلة تفتقر إلى هذا المسعى الذي لا مبلغ لهم إليه، عما أصبح يميز عطل الجزائريين في هذه الأيام هو البحث عن فضاءات الراحة والمتعة الجسدية وفقط، بعيدا عن محاولة بعث الطاقة الذهنية والنفسية من جديد هاته التي تعود مجددا إلى حياة الكد والعمل بنفسية منهارة كالمعتاد وخمول مستمر وكأن العطلة لم تؤت ثمارها ولم يستفد منها سوى بعض الذكريات التي ترتسم في مخيلات البعض. "الأمة العربية" تنقلت بين بعض الجزائريين للاطلاع على كيفية تمريرهم وقضائهم أيام عطلهم الموسمية والصيفية، "فاتح" الطالب الجامعي من العاصمة كشف لنا بأن عطلته الصيفية هي على غرار عطلة باقي طلبة الجزائر فجزء من عطلته يقضيها في الكد والعمل والبعض من يومياته يقضيها مترام على شواطئ البحر، لتبقى بعض الأيام فلا ضير أن يقضيها في النوم الثقيل حتى ساعات متأخرة والجلوس في الحي بقصد "استرجاع الطاقة"، "فاتح" أكد لنا بأن عطلته الصيفية والتي تمتد لأكثر من شهرين ونصف غير مخطط لها مطلقا قائلا: "كل نهار ونهارو". مايهم في العطلة هوالتحضير المادي أما "نبيل" الموظف في أحد المؤسسات خاصة فقد كشف لنا بأن عمله في الشركة الخاصة أجهده كثيرا لذا فإنه يسعى في عطلته السنوية إلى التوجه إلى إحدى الولايات الساحلية بالجزائر للتخييم مع بعض الرفاق لمدة 15 يوما، مؤكدا لنا بأنه كان بوده التوجه إلى بلد آخر على غرار تونس أو تركيا إلا أن الجانب المادي منعه من ذلك، ولما سألناه عن الجدوى من ذلك صرح لنا بأن هذه الرحلة ستجعل للعطلة راحة أكبر ومتعة أقوى ما يعطيه متنفسا لنسيان أيام العمل، فبالنسبة له كلما بعد عن محيطه الخاص شعر براحة أكبر. أما "رياض"والذي كشف لنا بأنه مستعد للتوجه إلى تونس فور بداية عطلته السنوية في الأيام المقبلة، وأنه وفر مبلغا جيدا من المال لهذه الرحلة التي سينطلقون فيها بسيارتهم الخاصة، عبر وقال لقد جربناها العام الماضي ولكن قلة حصة المال التي انطلقنا بها جعلتنا لم نستغل الرحلة كما يجب، وعندما سألناه عن الأمور التي سيقوم بها في رحلته هذه، كشف لنا بأنهم سيقومون بعدد من الجولات إلى مناطق من تونس ولكن عند وصولهم سيتوضح لهم البرنامج بشكل جيد، فالمهم هو الوصول إلى تونس وقضاء أيام ممتعة بها تنفس عن عناء العام. الثقافة السياحية ضرورية محمد بن يوسف المدير العام لمركز إبداع المختص في التنمية البشرية، أكد لنا بأنه ليس من المفروض توفير ميزانية كبيرة سبيلا لتمضية عطلة سياحية ممتعة ومريحة، بل الثقافة السياحية والتخطيط الجيد هو السبيل للراحة والمتعة والاسترخاء في العطل الصيفية والرحلات السياحية الداخلية والخارجية وكشف لنا بأن بعض الأسر لا تجد متعة في السياحة بحد ذاتها بل تجد متعة أعلى في صرف النقود بشكل أكبر.. كما أكد لنا بأن البرنامج الصيفي فرصة يجب الاستفادة منها، لذا يجب أن يتميز باختيار أهداف والتخطيط الذي ليس من الضروري أن يكون دقيقا في أول تجربة بل الالتزام التدريجي به شيء مقبول، وأضاف بأن حمل برنامج مسطر دقيق ومكتوب بقصد المتابعة أمر مفيد، مؤكدا لنا بأن تحديد نوع الرحلة أمر ذوو أهمية أيضا. كما صرح لنا بأن الحصول على ثقافة سياحية والاطلاع على معلومات حول المكان المراد زيارته والسفر باتجاهه أمر مهم وهذا حتى تكون لنا رؤية واضحة حول المكان وهذا يتأتى من الاطلاع حول المكان عبر ما توفره الوكالات السياحية من معلومات وحتى من البحث عبر الإنترنت حول المعالم الثقافية والتاريخية والطبيعية والسياحية للمكان المراد التوجه نحوه قصد تمضية العطلة. كما لم يفت محمد بن يوسف التأكيد على ضرورة تلقين الأولاد الثقافة السياحية في الأسر حيث يحاول الأولياء إعطاء ميزانية إحدى الأيام لأحد الأبناء بقد تعليمه الإنفاق الجيد وحسن التدبير، والأمر الذي يجب أن يربى عليه الأبناء في أوساط العائلة الجزائرية، كما أشاد بأن هناك مناطق سياحية بالجزائر متنوعة وتكفل سيرا حسنا لعطلة صيفية ممتعة وتعطي المواطن والأبناء ثقافة سياحية جيدة عن وطنهم من الناحية التاريخية والطبيعية وحتى الثقافية..