* مخاوف كبيرة من انتشار الأمراض والأوبئة تعيش مئات العائلات في حي الشهيد(لمنور) في بلدية الكاليتوس حياة مريرة يطبعها التهميش، بعد أن تأخر مشروع التعبيد وتجديد الأنابيب والتهيئة من طرف البلدية رغم أنه تمت المصادقة عليه من طرف مصالح ولاية الجزائر منذ فترة طويلة، وكان من المقرر البدء في تنفيذه خلال شهر جوان إلا أن سياسة التماطل من طرف السلطات المعنية تسببت في استياء شديد لهؤلاء السكان. عبر ممثل حي سكان حي الشهيد(بلمنور) المتواجد على مستوى بلدية الكاليتوس عن استيائه الكبير من الحالة الكارثية التي يعيش فيها مئات السكان في هذه المنطقة بعد أن تقاعست السلطات المحلية عن الشروع في تنفيذ مشروع الولاية الخاص بتعبيد الطرقات وإعادة التهيئة في هذا الحي، وهذا بعد الشكاوى العديدة التي تقدم بها السكان إلى السلطات المعنية من أجل الالتفات إلى معاناتهم التي تعود لأكثر من 15 سنة، بعد أن غرق الحي في المياه القذرة والأوحال، حتى تعذر السير عبر طرقاته بسبب الحفر المتراكمة على مدار السنوات الماضية.. مياه قذرة وديدان عبر الحنفيات والمشكل الأكثر خطورة لدى هذه العائلات بحي الشهيد( بلمنور) هو قدم واهتراء أنابيب الصرف الصحي، مما قد يسبب كارثة صحية خطيرة في الحي بين العائلات نتيجة اختلاط الماء الصالح للشرب بالمياه القذرة، ففي الكثير من الأحيان تتفاجأ العائلات بمياه ملوثة تخرج من حنفيات منازلها حاملة الدود ومختلف الحشرات الضارة كأنها نابعة من إحدى المستنقعات، والمشكل أن الأطفال أحيانا يشربونها دون وعي بعيدا عن رقابة أهلهم.. وحسب نفس المتحدث فإن هؤلاء الأطفال الذين يجدون المياه القذرة في بيوتهم لسد عطشهم دون وعي، يعانون أيضا خارج بيوتهم من ناحية رحلة التنقل الطويلة نحو الوصول إلى مدارسهم، فهذا الحي الذي لا يبعد إلا أمتارا قليلة عن وسط المدينة ويبعد حوالي 150 متر عن محطة الحافلات وحوالي 100 متر عن الطريق الوطني رقم 8 ، لا يحوي أية مؤسسة تعليمية ولا حتى مدرسة ابتدائية رغم احتوائه على مساحات شاغرة صالحة لهذا الأمر، فهو يتربع على حوالي 37 ألف كم مربع ويعتبر من أهم وأكبر الأحياء في بلدية الكاليتوس بالنظر إلى موقع ومساحته الكبيرة إلا أن التهميش والإهمال يطبعه منذ تسعينيات القرن الماضي. الاختطاف وإرهاب الطرقات يحاصران أطفال حي بلمنور فبعد أن عانى السكان من ويلات الإرهاب وطغيانه بحيث يضم الحي العديد من ضحايا الإرهاب والمأساة الوطنية الذين وجودا أنفسهم مجددا مع أطفالهم في مواجهة التهميش والظلم، فبالإضافة إلى كل النقائص التي ذكرناها وجدت هذه العائلات أطفالها وسط معاناة كبيرة أثناء الموسم الدراسي أين يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة تتجاوز 7 كلم مع الاجتياز بمحطة الحافلات ثم الطريق الوطني رقم 8 من أجل الوصول إلى مدارسهم، فالتلميذ يخرج منتصف النهار من مدرسته ليصل إلى بيته على الواحدة والنصف محاصرا بكل الأخطار وما يحمله الطريق الوطني ومحطة الحافلات من أخطار كبيرة في ظل تضاعف ظاهرة اختطاف الأطفال واغتصابهم، بالإضافة إلى إرهاب الطرقات المتربص بأجسادهم الصغيرة، لذا فإن الكثير من العائلات وخوفا على أطفالها اضطرت إلى توقيفهم عن الدراسة.. فالعائلات في حي بلمنور عالقة في معاناة حلولها حسبهم سهلة وجاهزة للتطبيق فقط في أية لحظة بقرار من البلدية، فالسكان يطالبون فقط بإنقاذ الحي من المشاكل التي يتخبط فيها ويستفيد من برامج التنمية والتهيئة الخاصة بالبلدية على غرار باقي أحياء البلدية التي استفادت من عدة خدمات على الرغم من قلة سكانها وموقعها على حدود البلديات الأخرى كحي الناصرية وحوش سليمان والطلايحية.. وللعلم فإن حوالي 70 ساكنا من حي بلمنور لم يستفيدوا من التزود بالغاز إلا مؤخرا وهذا بعد عدة شكاوى مقدمة من طرف السكان إلى السلطات المعنية، إلا أن الحي لا يزال بعيدا عن أولويات السلطات المحلية رغم أهمية موقعه بالنسبة لبلدية الكاليتوس، ونتيجة لهذا التهميش فإن السكان لجأوا في العديد من المرات إلى قطع الطريق للمطالبة بتعجيل تنفيذ برامج التهيئة التي صادقت عليها مصالح ولاية الجزائر، والتي أكدها لهم رئيس البلدية بحيث وعدهم بالشروع في تنفيذ هذه البرامج خلال شهر جوان، إلا أن الأمور إلى غاية اليوم وحسب ممثل السكان لا زالت كما هي فلا زال تنفيذ الوعود غائبا ولا زالت المياه القذرة في الحنفيات والحفر والأوحال في طرقات حي الشهيد (بلمنور) في الكاليتوس..