بدأت منذ ايام الاستعدادات في موريتانيا لشهر رمضان المبارك بتنظيم ندوات وإلقاء محاضرات دينية وصحية وثقافية حول كيف نستقبل شهر رمضان وكيف نصومه صحياً، وكيف نستغل أيامه ولياليه لإثراء الساحة الثقافية وتكثيف العمل الخيري والاجتماعي، فقد أشرف مستشار وزير الشؤون الاسلامية والتعليم الأصلي محمد محمود ولد ببانا بنواكشوط على انطلاق النشاطات الثقافية والدينية حول "كيف نستقبل شهر رمضان المبارك". وثمّن ولد ببانا في كلمة بمناسبة افتتاح هذه الندوة الجهود التي تبذلها المنظمة في النهوض بالموروث الثقافي ومؤازرتها جهود قطاع الشؤون الإسلامية في هذا المجال خاصة في شهر رمضان. وأوضح أن هذه الدورة تتضمن عروضاً ومحاضرات مهمة في شهر رمضان من شأنها أن تسهم في إثراء الساحة الثقافية في البلد. واستعرض المتحدث باسم المنظمة أهداف هذه الهيئة التي تأسست قبل سبعة أشهر مبرزاً أنها تسعى إلى تعليم نموذجي لأبناء هذا البلد من خلال تنظيم دروس مجانية في العطلة الصيفية وفي شهر رمضان، بالإضافة إلى فتح فصول لمحو الأمية. دروس وحلقات العلم وبدأت وزارة الشؤون الإسلامية حملة لتنظيف المساجد وتزويدها بما تحتاج من أثاث وصحف وسبح وكتب دينية وسجاجيد، ومن أجل جذب أكبر عدد من المصلين تم تأمين مصليات جديدة لإقامة صلاة التراويح بعد أن كان بعض الموريتانيين يضطرون إلى إقامة صلاة التراويح في المنازل. كما وضعت الشخصيات الدينية برنامجاً حافلاً في شهر رمضان، حيث سيقدم العلماء والشيوخ سلسلة من المحاضرات واللقاءات التي تتناول أموراً دينية وحياتية، وتنظيم المؤسسات الثقافة أمسيات أدبية وشعرية رمضانية إلى جانب تنظيم عروض موسيقية ومسرحية وتوقيعات كتب ودواوين جديدة. وسجّلت أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفاعاً كبيراً في أسواق موريتانيا ما أثر بشكل كبير على مستوى الرواج داخل الأسواق، وعجز محدودو الدخل عن تأمين طلبات ومستلزمات رمضان، وعزا البعض انخفاض حركة البيع والشراء في الأسواق إلى العطلة الصيفية، حيث فضلت غالبية الأسر الاستمرار في برنامج الاصطياف والبقاء في المناطق الداخلية أو في الخارج رغم حلول رمضان، ما أثر في حركة الأسواق التي فقدت زبائنها من المصطافين الذين فضلوا البقاء في الخارج أو في المناطق الداخلية الرطبة هرباً من حر وغبار المدن الرئيسة في شهر أوت. صلة الرحم وتقديم المساعدة ويحرص الموريتانيون في شهر رمضان على الاستفادة من روحانية وخصوصية هذا الشهر الفضيل من خلال صلة الرحم وتقديم المساعدات لذوي القربى والمحتاجين ومشاركة الأهل الإفطار والسحور وإقامة صلاة التراويح بشكل جماعي في كل بيت. وإلى جانب العبادات، يحرص جيل الشباب على مشاهدة التلفزيون والقيام بالألعاب التي تسليهم في ساعات الصيام، حيث نجد الرجال يجتمعون على اللهو ولعب الورق والشطرنج التقليدي، بينما تقضي ربات البيوت يومهن في التسوق وإعداد الوجبات ومشاهدة المسلسلات. ومن أبرز عادات الموريتانيين في الاستعداد لرمضان تفصيل الملابس التقليدية لارتدائها في رمضان، حيث إن غالبية الموريتانيين لا يرتدون سوى الملابس التقليدية في رمضان، بينما يحرص الرجال على حلق رؤوسهم في أول أيام الشهر الفضيل، وتحرص النساء على تنظيف البيت والأثاث استعداداً لاستقبال رمضان، إضافة إلى تجديد أجهزة المطبخ من أوان وآلات كهربائية. ويتبادل الموريتانيون الزيارات في النهار للفوز بثواب صلة الرحم، وبعد صلاة العصر يتردَّد الصائمون على المساجد والمراكز الثقافية للاستفادة من دروس العلم وحلقات الحديث والفقه، وفي المساء وبعد انتهاء صلاة التراويح يفضل أغلب الموريتانيين القيام بنزهة في الطرقات الخارجية للمدينة هرباً من الحر والزحمة وبحثاً عن نسيم الصحراء العليل.