شيّعت ظهيرة أمس جنازة الضحّية (دحماني قادر) البالغ من العمر 37 سنة، في أجواء مهيبة حضرها سكان قرى بلدية بوغني وعرش آث كوفي الذي ينحدر منه. الضحّية الذي لفظ أنفاسه الأخيرة ليلة أوّل أمس في قسم الإنعاش بمصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى تيزي وزو، كان قد أصيب بتاريخ 15جويلية الجاري بطلقات نارية صوّبها ناحيته سارقون حاولوا الاستيلاء على محتويات محلّ مجوهرات يعمل فيه كأجير بوسط مدينة بوغني، ولمّا دخلت المرأة التي كانت ضمن العصابة إلى المحلّ بغية السرقة حاول الضحّية مواجهتها والخروج إلى الشارع للاستنجاد بالسكان كون المحلّ واقع بوسط حي سكني، قام مرافقوها بإطلاق النّار عليه لتخليصها ونفاذهم من العملية. الضحّية الذي أجهض عملية السرقة وفدى عمله بروحه، لفظ أنفاسه بعد أسبوعين قضاهما في غيبوبة تامّة متأثّرا بثلاث رصاصات أصيب بها في المناطق العلوية من جسده، إحداها اخترقت أعضاء حسّاسة تعذّر وإنقاذه منها. سكان عرش بني كوفي ببوغني ندّدوا بعدم تدخّل السلطات المعنية وتوفير الأمن في المنطقة، خاصّة بعد هذه الحادثة التي أفاضت الكأس وراح الشابّ ضحّيتها وقالوا في بيان صدر عنهم أمس تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، إنهم لن يواصلوا سكوتهم على التدهور الكلّي للأوضاع الأمنية ببوغني وقراها، وقد بلغ السيل الزبى بعدما تجرّأت العصابات الإجرامية على اقتراف السرقات في وضح النّهار ووسط الأحياء السكنية، كما أنها لم تستبعد استعمال الأسلحة النّارية في ذلك، مطالبين بالتدخّل العاجل للجهات المعنية من أجل توفير مقرّ لأجهزة الأمن وتفادي انزلاقات في الوضع. وأضاف البيان أن العرش يستنكر عدم التمكّن من توقيف مقترفي هذه الجريمة الشنعاء، غير مستبعدين قيامهم بجرائم مماثلة يروح ضحّيتها أبرياء أمثال (قادر) الذي طالبوا السلطات بإضافة اسمه إلى قائمة ضحايا الإرهاب ببوغني. وجدير بالذّكر أن الضحّية عامل لدى صاحب محلّ مجوهرات بدون تأمين. وقد هدّد السكان بتنظيم حركات احتجاجية في الأيّام المقبلة طلبا لتغيير الأوضاع التي تهدّد أمن وسلامة الجميع وتحرم المنطقة من أبنائها من ذوي المال والتجّار، حيث حوّلتها عليهم الجماعات الإجرامية والإرهابية إلى مناطق محظورة ودخولها ممنوع عليهم.