أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً ندّد فيه بما وصفه بالاعتداء الإجرامي الإرهابي بمصر واعتبره من آثار النظام السابق، وقدم عزاءه الى الشعب المصري مطالباً إياه بالعمل على اجتثاث الفكر الإرهابي، ونشر المنهج الوسطي المعتدل بين الشباب، وهذا نص البيان الذي وقعه رئيس الاتحاد الشيخ القرة داغي وأمينه العام الشيخ يوسف القرضاوي: الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛ تلقى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ببالغ الأسى والحزن نبأ استشهاد عدد من الجنود المصريين وهو يؤدون واجبهم بشرف عند إحدى الثغور المواجِهة للدولة الصهيونية. حيث اُعتدي عليهم من قبل مجموعة من الإرهابيين الذين ضلّوا الطريق، وكفَّروا المجتمع، حتى تجاوزوا التكفير الى التفجير، وقتل الصائمين الذين انشغلوا بالإفطار، وارتكبوا هذه الجريمة الشنعاء. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمام هذا الواقع الأليم وهذا الاعتداء الإجرامي الإرهابي يرى ويؤكد ما يلي: 1- يندد الاتحاد بهذه الجريمة الشنعاء التي لا يُتوقع أن تصدر عن شخص له ذرَّة من العقل والايمان الصحيح، إذ كيف يقتل المسلمَ الصائمَ القائمَ بواجب الحراسة للبلد؟ 2- يؤكد الاتحاد أن هذه الجريمة الشنعاء وفي ظل هذه الظروف الحالية والحكومة الجديدة إن دلت على شيء فإنما تدل عل فساد الرأي ورادءة الفكر وضلال الطريق لدى هؤلاء الذين قاموا بهذه الجريمة _ إن كانوا فعلاً مسلمين _ حيث وصل بهم الضلال إلى تكفير المجتمع، وقتل الصائمين. ولذلك يرى الاتحاد أن الفكر الخاطئ لا يُعالَج إلا بالفكر الصحيح، وبالتربية الشاملة الدؤوبة، وهذا يتطلب إعادة النظر في البرامج والمناهج، والتعامل والسلوك لصياغة المجتمع على أساس المنهج المعتدِل القائم على التسامح، وعلى التركيز على حرمة التكفير وخطورته على المجتمع بل على الإنسانية جمعاء. ويؤكد الاتحاد في هذا الباب أن معالجة هذه القضية بالوسائل الأمنية لا تكفي ولا تحقق المقاصد المطلوبة، وإنما لابد من الحوار والتحاور بين أصحاب هذا الفكر، والعلماء والمفكرين الثقات. وفي نظرنا أن هذه الجريمة النكراء إن هي إلا من آثار النظام السابق الذي استعمل البطش والقوة دون العقل والحكمة والحوار الهادئ الهادف الهادي. 3- يطالب الاتحاد بأن لا تكون لهذه الحادثة المؤلمة آثارٌ على العلاقات المصرية الفلسطينية، وعلى غلق المعبر فقال تعالى (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) سورة الأنعام الآية 164، بل قد يكون أحدُ أهداف هذه الجريمة النيل من العلاقة الجيدة الجديدة التي تحققت قريباً، بل يرى الاتحاد أن على الطرفين التنسيق الكامل لتحقيق الأمن والاستقرار للشعبين الكريمين، فأمن مصر هو أمن أمتنا العربية والاسلامية، وأن أمن فلسطين وبخاصة أمن غزة هو من أمن مصر على مرّ التاريخ. 4- يقدم الاتحاد رئيساً ونواباً وأميناً عاماً وأمناء مساعدين وجميع أعضائه عزاءه الى الشعب المصري ورئيسه، وحكومته، وذوي الشهداء بمناسبة هذا الحادث الجلل سائلين الله تعالى أن يصبرهم ويجعل الذين قتلوا شهداء وأحياء عنده يرزقون، وأن يشفي جرحاهم (وإنا لله وإنا إليه راجعون).