لم تطل مدّة إقامة أحمد زيدان مراسل قناة (الجزيرة) القطرية في مدينة حلب السورية بعد نشر موقع (عربي برس) لتحقيق أجراه مراسله في الأحياء التي شهدت معارك عنيفة بين الجيش العربي السوري وميليشيا الجيش السوري الحرّ، ذلك أن أحد قادة المجموعات المسلّحة حمّل خلال حديثه للموقع المذكور مراسل القناة القطرية مسؤولية مقتل العشرات من أفراد مجموعته بقصد أو بدون قصد. أحمد زيدان مراسل (الجزيرة) المواكب لهجمات ما يسمّى بالجيش السوري الحرّ لفت أنظار العالم إليه بتغطيته المباشرة للمعارك، والتي تبيّن فيما بعد أن زيدان تعمّد المبالغة في إنجازات الجيش الحرّ رغبة منه في دحر الجيش النّظامي السوري عن مدينة حلب، لكن بدلا من (أن يكحّلها عماها) وأصابت تقاريره عناصر المجموعات المسلّحة في مقتل نتيجة إصراره على القول إن الجيش الحرّ ما يزال يسيطر على حي صلاح الدين، وأنه يلحق خسائر فادحة بجيش النّظام. أحد قادة المجموعات المسلّحة الذي كان قد اتّهم زيدان بالوقوف خلف المجزرة التي تعرّض لها عناصره أكّد (أن ضغوطا قطرية وتركية مورست على قادة لواء التوحيد من أجل إخراج زيدان بسلام من حلب، وكلّف عبد القادر الصالح أحد قياديي اللّواء المذكور بتأمين طريق خروج زيدان)، مضيفا: (أحد الضبّاط السوريين المنشقّين أعلم الاستخبارات التركية بأن عددا من ذوي قتلى الجيش الحرّ في حي صلاح الدين يخطّطون لتصفية زيدان، والعملية المنوي تنفيذها كانت عبارة عن إطلاق النّار عليه لحظة وقوع اشتباكات بين الجيشي النّظامي والحرّ من أجل القول إن زيدان سقط أثناء تأديته واجبه المهني). القيادي العسكري يشير إلى أن (الاستخبارات التركية استدعت عبد القادر صالح على عجل وأبلغته امتعاضها ممّا أسمته تمرّد المسلّحين في حلب، وطالبته بتأمين خروج زيدان إلى تركيا بأسرع وقت ممكن وضمان أمنه، وسلامته)، متابعا: (أخذ الصالح على عاتقه مهمّة إيصال زيدان إلى داخل الأراضي التركية، واختار لها أخلص رجاله وعمل على المرور في طرق فرعية وبعيدة عن أعين المسلّحين، وهذا ما أدّى إلى إطالة زمن الرّحلة).