اتهم الجيش السوري الحرّ وناشطون معارضون، قناة «الجزيرة» القطرية ومراسليها بالتسبب في هزيمة قوات المعارضة في دمشق، ومقتل العديد من عناصره في حي صلاح الدين بحلب، أوقعتها القوات النظامية. ونقل موقع «عربي برس» عن أحد قادة كتائب الجيش الحر في حي صلاح الدين، بمدينة حلب قوله إن «مراسل «الجزيرة» أحمد زيدان، تسبّب عن قصد أو عن غيره في قتل العشرات من مقاتلي الجيش الحر، في الساعات الأخيرة لمعارك صلاح الدين، نتيجة إصراره على التأكيد أن حي صلاح الدين لا يزال تحت سيطرة المسلّحين المعارضين. وأكد ضابط منشق في الجيش الحر، في تفاصيل الحادثة، وفق تقرير أعده الموقع الإخباري «نوميديا نيوز» أن «النظام السوري قام بقطع الاتصالات عن كامل أحياء مدينة حلب خلال اليومين الماضيين، ما تسبّب في حالة من الضياع لدى المجموعات المسلحة نتيجة فقدان التواصل فيما بينها، ارتأينا بعدها متابعة تقارير الجزيرة لمعرفة ما يدور من أحداث في الحي». وفي الأثناء، أعلنت الجامعة العربية أنه سيتم عقد اجتماع طارئ اليوم لوزراء الخارجية العرب بالسعودية قبيل عقد القمة الإسلامية الاستثنائية لدراسة التطورات التي تشهدها سوريا والتحرك السياسي بعد استقالة كوفي عنان. وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية أنه من المنتظر أن يتم خلال الاجتماع بحث من سيتم تعيينه خليفة لكوفي عنان. وقال بن حلي إن نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية سيتوجه إلى السعودية للمشاركة في الاجتماع ثم حضور القمة الإسلامية الاستثنائية المقرر عقدها يوم الثلاثاء القادم، مضيفا أن العربي سوف يلقي كلمة أمام القمة الإسلامية يشرح فيها مواقف الجامعة ورؤيتها بالنسبة للقضايا المطروحة على القمة وعلى رأسها الوضع في سوريا وفلسطين. ووفي تركيا، وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس إلى إسطنبول لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك حول الملف السوري. يأتي ذلك في وقت حث فيه الأخضر الإبراهيمي المرشح لتولي منصب المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا خلفا لكوفي عنان أعضاء مجلس الأمن على إنهاء الانقسام تجاه الوضع المتفجر في سوريا. وستلتقي كلينتون كلا من الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية داود أغلو، إضافة إلى أعضاء في المعارضة السورية ولاجئين سوريين في تركيا. من ناحية أخرى، قال مسؤول أمريكي إن كلينتون ستجري محادثات «طويلة وعميقة» مع المسؤولين الأتراك لمناقشة خطة من ثلاثة محاور. وأكد أن المحور الأول من هذه الخطة يتركز حول تقييم مدى نجاعة الدعم المقدم حاليا للمعارضة السورية، مضيفا أن الضغط وعزل النظام جزء من هذه الخطة. وقال المسؤول الأمريكي إنه بعد لجوء روسيا والصين إلى استعمال حق النقض لمنع صدور ثلاث قرارات ضد سوريا، تحول الاهتمام إلى دعم المعارضة السورية في جهودها للتعجيل بإسقاط نظام بشار الأسد والشروع في التخطيط لما بعد سقوط النظام. أما المحور الثاني، فيتمثل في مضاعفة المساعدات الإنسانية لتركيا لدعم جهودها في مساعدة اللاجئين السوريين. أما المحور الثالث للخطة فيتمثل في التخطيط للمرحلة الانتقالية وما بعد التخطيط. وفي هذا الإطار، قال المسؤول الأمريكي «لقد كانت وزيرة الخارجية واضحة في أننا لم نضع تاريخا محددا لرحيل الأسد، لأننا لا نقدر على ذلك. لا ندري متى سيكون ذلك، لكننا مقتنعون بأنه قادم، وأنه على المجموعة الدولية أن تكون مستعدة لمساعدة السوريين في التعامل مع التحديات التي ستواجههم في الانتقال إلى سوريا الجديدة».