نقلت وسائل أنباء موريتانية عديدة أن مسلحين يرجح انتماؤهم إلى الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء أبو زيد السوفي الناشطة بمنطقة الساحل، التابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي كانت قد أعدمت الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو بعد عملية عسكرية فرنسية موريتانية فاشلة اختطفوا مساء الخميس الفارط شاحنة كانت محملة ب12 برميلا من الوقود وزيوت السيارات تابعة لشركة "توتال" الفرنسية العاملة في مجال النفط والطاقة على طريق نواديبو ونواقشوط، عندما كانت في طريقها إلي موقع لمناجم الذهب والمعادن في منطقة تازيازت. وكان على متن الشاحنة لحظة اختطافها موريتانيان. ورجحت المصادر الموريتانية أن تكون جماعة أبو زيد وراء عملية الاختطاف في سياق تهديداتها قبل أسبوعين بشن هجمات ضد المصالح الفرنسية في منطقة الساحل انتقاما لمقتل عناصره الستة، وكذا بهدف الحصول على الوقود للسيارات والمركبات التي يستعملها عناصر التنظيم في الصحراء. وبرغم أنه لم تعلن أي جهة حتى كتابة هذه الأسطر تبنيها لعملية خطف شاحنة توتال الفرنسية، إلا أن المصادر الموريتانية التي نقلت الخبر ربطت بين هذه العملية التي تعد الأولي من نوعها في موريتانيا وجماعة أبو زيد، لكون عملية الاستيلاء على الشاحنة الفرنسية تمت في المكان ذاته الذي جرت فيه عملية خطف ثلاثة أسبان يعملون في منطقة التضامن الاسبانية وهم ألبرت فيلالتا وروك باسكوالو أليسيا جاميز، قبل أن يفرج عن الأخيرة. ويرى مراقبون للملف الأمني بالمنطقة أن جماعة أو زيد بدأت حربها ضد المصالح الفرنسية في منطقة الساحل ردا علي العملية العسكرية التي قام بها الجيش الموريتاني والفرنسي ضد مجموعة تتبع التنظيم الإرهابي في 22 جويلية الماضي في شمال مالي. من جانب آخر قالت مصادر مالية أن جماعات إرهابية تكون قد أعدمت مساعدا جمركيا من قبائل الطوارق في شمال مالي يدعي مرزوق أغ الحسيني شقيق قيادي كبير في الجيش المالي، كان قد اختطف يوم الثلاثاء الماضي رفقة عنصر من الحرس الوطني من قبل عناصر مجموعة إرهابية مسلحة ونقلت الصحف المالية عن أحد أفراد أسرة المختطف الذي يعمل كدليل مرشد لموظفي الجمارك الماليين في الشمال الصحراوي الشاسع للبلاد. أنه تم التأكد من إعدام مرزوق أغ الحسيني من قبل مسلحي القاعدة عندما عثروا معه على أوراق من سفارة غربية في باماكو، من دون أن يتم تحديد طبيعة هذه الوثائق أو بلد السفارة المعنية. فيما لم يعلن عن مصير المختطف الثاني الذي كان يرافق الجمركي المقتول. ويرجح أن تكون عملية الاختطاف والإعدام تأتي في سياق تصفية حسابات بين الجماعات الإرهابية ضد شقيق مرزوق أغ الحسيني الذي يعد أحد قادة الجيش المالي في المنطقة، مباشرة بعد التنسيق الأمني الذي تم بين مالي والجيش الفرنسي عن تحرك خلايا خلايا الجماعات الخاطفة للرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو. وكان مسؤول في محافظة كيدال (شمال شرق مالي) حيث جرت فيها عملية الاختطاف قد أكد خطف الجمركي وعنصر من الحرس الوطني، واعتبر أن العملية قد تكون ردا على انتفاضة التوارق وتعاونهم مع الجيش المالي ومطاردتهم لعناصر الجماعات الإرهابية الذين يتحركون في منطقة شمال وتأتي هذه التطورات تزامنا مع اجتماع أمني عقد بالعاصمة المالية بماكو شارك فيه مسؤولو أجهزة استخبارات لمالي والنيجر وتشاد والسنغال وبوركينا فاسو ونيجيريا لمناقشة سبل تنسيق جهودها في مواجهة المجموعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء.