(الشعب الجزائري أكثر الشعوب رومنسية لأنه يفطر على الشموع) هكذا علق أحد الشباب عبر صفحات الفايسبوك على الانقطاعات المتكررة للكهرباء في كامل مناطق الوطن والتي بدأت منذ بداية فصل الصيف لتزداد وتيرة الانقطاعات مع بداية شهر رمضان ،حيث لم يجد الشباب من وسيلة للتنفيس عن انفسهم والتعبير عن سخطهم من هذا الوضع غير صفحات الفايسبوك التي احتوت انشغالاتهم ومآسيهم حيث يعرف أشهر موقع للتواصل الاجتماعي عبر العالم عددا كبيرا من النكت والتعليقات الساخرة التي ملأت صفحاتهم والتي تعبر عن حجم المشكل الذي أصبح يؤرقهم ويفسد عليهم يومياتهم الرمضانية خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة. وفي أكثر التعليقات شهرة على الفايسبوك أظهر أحد الشباب حجم المأساة التي تسببت فيها شركة سونلغاز إذ وفي صورة لها أظهر ان الجزائريين يشكون نقص قارورات الغاز في الشتاء ونقص الكهرباء في فصل الصيف الامر الذي علق عليه آخر بصورة معبرة ان هذه الشركة لم تعد صالحة للاستعمال،كما دعا أحدهم لاستبدال عبارة (صباح النور) بعبارة (صباح الخير) في إشارة منه إلى غياب النور عن حياة الجزائريين وذلك للاحتفاظ بما تبقى من طاقة كهربائية للجزائريين مع سلسلة الانقطاعات هذه والتي تسببت في مشاكل كبيرة للمواطنين والتجار خاصة حيث كان لهؤلاء تعليقات أخرى عن حجم ما يخسرون يوميا، كما عبر أحد الناشطين عن سخطه من شركة سونلغاز لينشر تعليقا ساخر لأحد المسؤولين يقول فيه ( مروحة هوائية تسقط على رأس أحد المصلين كادت تقتله..حجة اخرى لمدير الشركة الوطنية للكهرباء ليدافع عن أهمية قطع الكهرباء على الجزائريين في رمضان). كما أطلق البعض تعليقات ساخرة عن مفارقة الجزائر الغنية بالبترول والغاز حيث نشر أحد شباب الفايسبوك صورة تظهر باراك وميشال اوباما وهما مستغربين من انقطاعات الكهرباء وكتب تعليقا نسبه إليهما يقول (الكهرباء تنقطع عندكم كل يوم وعندكم أكبر احتياطي غاز في العالم ولديكم 80 بالمئة صحراء وشمس ورياح) ، كما أطلق أحد الناشطين صفحة عبر الفايسبوك خصصها لحملة (ما نخلصش) أي (لن ادفع) والتي يدعو من خلالهاا لمواطنين إلى عدم دفع مستحقات الكهرباء قائلا ( لقد عانينا شتاءا قاسيا بلا غاز وهانحن نعاني صيفا حارا بلا كهرباء فقد فهمنا أن سكوتنا عن معاناة الشتاء جرنا لمعاناة الصيف لذلك ندعو الجميع للاستجابة لهذه الدعوة) وقد استجاب البعض إلى هذه الدعوة في حين امتنع البعض وأحجموا في موقف برروه بضرورة احترام الدولة وحكومتها وضرورة منح وقت لها لتصليح الأوضاع. كما دعا البعض إلى أن سبب المشكل هم المواطنون أنفسهم نظرا لعدم ترشيد استهلاكهم للكهرباء فالجزائريون حسبهم يفتقدون لثقافة الاستهلاك الرشيد والحكيم والتي تظهر من خلال عدم احترام المواطنين لنصائح الاستهلاك التي قد تخفف الضغط وحتى قيمة الفواتير حيث قال أحد الشباب أن الجزائري يستعمل أنوارا كثيرة لا يحتاجها ولديةه اكثر من شاشة تلفزيون وثلاجة إضافة إلى الحواسيب والغسالات وحتى المكيفات التي يضعها اغلب المواطنين في درجة منخفضة جدا دون الانتباه إلى الكهرباء المستعملة والتي تتسبب في زيادة الضغط على المولدات الرئيسية والتي تزود المواطنين كما علق الآخرون على غياب التوعية عبر الإعلام الجزائري الذي يكتفي برسائل قصيرة من أجل ترشيد الاستهلاك ،الرسائل التي سخر منها البعض إذ أنها جاءت باللغة الفرنسية لمواطنين جزائريين تطالهم بعدم استعمال الغسالات مساءا الامر الذي أزعج النساء العاملات اللواتي لا يملكن وقتهن حسب تعليقاتهم على الفايسبوك دائما والذي أضحى اليوم وسيلة للتنفيس والتعبير بحرية عن انشغالات عجز الإعلام عن إيصالها للمسؤولين وعجز المسؤولون عن الاستماع إليها.