اشتكى عدد من سكان الحي الفوضوي عين المالحة بعين النعجة، من التراكم الكبير للنفايات أمام منازلهم، خاصة بالنسبة للسكان القاطنين في مقابل مكان إلقاء النفايات، الذي لا يبعد عن منازلهم إلا ببضعة أمتار. وقال بعض السكان في حديثهم ل(أخبار اليوم)، إن مشكلة النفايات ليست جديدة بالمنطقة، وإنما هي نتاج تراكم سنوات عدة، منذ تاريخ سكنهم بالمكان، حيث أن غالبية السكان، يتخذونها مكانا مناسبا لإلقاء نفاياتهم، ورغم أن مصالح البلدية قد خصصت شاحنة لجمع ونقل تلك القمامة كل صباح، إلا أن المشكل لا زال قائما، ويؤكد بعض السكان، أن المسؤولية يتحملها السكان بالدرجة الأولى نتيجة الرمي العشوائي للنفايات التي بلغت أحيانا مداخل المنازل والطريق، لا سيما وأن بعضا منهم يقوم بتكليف أطفاله الصغار بإلقائها، ونتيجة لثقلها أحيانا ولصغر سن الأطفال وعدم تقديرهم للمسؤولية، فإنهم يلقونها حيثما بدا لهم، ولو كان ذلك أمام أبواب باقي الجيران. ومن جانب آخر، تشكل تلك النفايات مصدر خطر حقيقي، حيث أنها تسببت في انتشار الحشرات من الذباب والبعوض، بصورة ملفتة، وفي هذا الإطار، قالت إحدى السيدات القاطنات بالحي، إنها تقتني يوميا قارورة مبيد للحشرات التي غزت منازلهم بصورة كبيرة، ولم تفلح كل الوسائل للتخلص منها، هذا ناهيك عن الجرذان التي اقتحمت أحيانا حتى أبواب المنازل، التي لا يملك أهلها سياجا بينهم وبين مكب النفايات ذاك، يجعلهم بمأمن من هجمات الجرذان، خصوصا في ساعات الليل. مكب النفايات كذلك، تحوّل إلى مكان مناسب للعب أطفال الحي المذكور، الذين يقتحمونها، للبحث عن أية خردوات يمكنهم اللعب بها، أو يمكنهم بيعها لبعض تجار النفايات والخردة، الذين يقصدون الحي، حيث يتنافس هؤلاء الأطفال، في جمع القارورات البلاستيكية، ومختلف النفايات الحديدية، التي يمكنها أن تجلب لهم بعض الدنانير المعدودة، غير مبالين بالأخطار الصحية الكبيرة المترتبة عن ذلك، ودون أن يقوم أولياؤهم بالانتباه لهم أو حراستهم، وكأنهم لا يدكون أن النفايات قد تنقل لأبنائهم أمراضا مختلفة، قد تودي بحياتهم، كما يمكنها أن تعرضهم لإصابات خطيرة، بسبب بقايا الزجاج والحديد والمواد الصلبة والحادة التي تكون بين أكوام النفايات. وعلى صعيد آخر، قال أحد السكان، الذي بدا مستاء جدا من الوضعية التي آلوا إليها، في غياب أية إشارة عن قرب موعد ترحيلهم، أنه حتى الشاحنة التي خصصت لجمع تلك النفايات يوميا، سببت لهم إزعاجا من نوع آخر، فهي تقصد الحي في ساعات مبكرة من الصباح، محدثة ضجيجا رهيبا، بالإضافة إلى أنها تترك خلفها سيولا من المياه القذرة، التي تنبعث من أكياس القمامة أثناء عملية نقلها في الشاحنة التي تمضي وتتركها على حالها، وهو ما جعل تلك المياه القذرة، تنساب في الطريق، محدثة روائح جد كريهة، ومتسببة بدورها في جذب العديد من الحشرات والبعوض الذي يقتحم المنازل دون استئذان.