* الشيخ بن خليفة ربما تصوّر بعض الأشقّاء في ليبيا أنهم بإسقاطهم لنظام العقيد الرّاحل معمّر القذافي بدعم من حلف (النّاتو) وقطر لا توجد قوة في العالم يمكنها أن تتصدّى لهم وتقف في وجوههم وتهزمهم، لذلك جاءت ردود أفعالهم على هزيمة منتخبهم لكرة القدم أمام منتخب الجزائر في ذهاب الدور التصفوي الأخير من إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2013 عنيفة، علما أن هزيمة ليبيا أمام (الخضر) هي الأولى من نوعها منذ حلول سنة 2012. للأسف الشديد فقد كان التوتّر الشديد الذي ساد وأعقب مجريات مباراة الدارالبيضاء بسبب خشونة عدد من لاعبي منتخب ليبيا اللاّهثين وراء تأشيرة (كان جنوب إفريقيا) شرارة كافية لإشعال نيران فتنة غير مسبوقة بين الجزائريين والليبيين تذكّرنا بما حصل قبل فترة بين الجزائر ومصر بسبب تأشيرة مونديال جنوب إفريقيا. وبالإضافة إلى جنوب إفريقيا وكرة القدم والمنتخب الوطني فإن القاسم المشترك بين الفتنتين هو وسائل الإعلام ومواقع ومنتديات الأنترنت، حيث تحوّلت السباب والشتائم المتبادلة إلى طريقة الاتّصال الأبرز بين الشعبين الجزائري والليبي، ومقابل كلّ صفحة تدعو إلى الأخوّة ودرء الفتنة على (الفايس بوك) عشرات الصفحات التي تشتم وتسبّ وتلعن وتهدد وتتوعد. وفي غمرة ذلك كلّه ينسى الجزائريون أن فوز منتخبهم في مباراة الدارالبيضاء لا يدخلهم الجنّة، وينسى الليبيون أن هزيمتهم في تلك المباراة لا تقذف بهم إلى الجحيم. مشكلة كثير من الجزائريين أنهم يعتقدون أن انتماءهم إلى بلد الشهداء يجعلهم أفضل من غيرهم، ومشكلة كثير من الليبيين أنهم يظنّون أن انتماءهم إلى بلد عمر المختار يجعلهم فوق الجميع، وينسى هؤلاء وأولئك أن ما يجعلهم أفضل هو عملهم الصالح وليس كثرة الكلام والتشدّق بماض يحقّ لنا أن نعتزّ به، لكن دون أن نحوّله إلى سجِّل تجاري نتخيّل أن بوسعه أن يمسح كل أخطائنا وخطايانا. وإذا كان شهداء الجزائر والبطل عمر المختار قد مضوا إلى حيث وعدهم ربّهم من جنّات وعيون، {وكان وعد ربّك حقّا}، فما نحن وأنتم فاعلون؟ أليس فينا وفيكم رجل رشيد؟ هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته