طلبت الحكومة الأردنية رسميًّا من شركة (يوتوب) إزالة مقاطع الفيلم التي تم نشرها على موقعها الإلكتروني، وتضمنت إساءات للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- شكَّلت إهانة للمشاعر الدينية للعرب والمسلمين. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة في الرسالة التي بعثها نيابة عن الحكومة: إن فعل الإساءة إلى الرسول الكريم والدين الإسلامي وكافة الأديان والشرائع السماوية يشكل انتهاكًا لكل الدساتير والقوانين في العالم، ومنها القوانين الأردنية التي منعت الإساءة إلى أرباب الشرائع من الأنبياء. وأضاف أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في العام 2008 أشار إلى احترام الأديان وعدم الإساءة إلى الدين الإسلامي، ورفض أي إساءة إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أو أي تشويه لصورته. وعبَّر الناطق الرسمي باسم الحكومة في الرسالة عن احترام الحكومة لحرية الرأي والتعبير، مع رفضها وبشكل مطلق أي إساءة للنبي محمد _ صلى الله عليه وسلم- وللدين الإسلامي ولكل الأنبياء والمرسلين والشرائع السماوية. وكان موقع (يوتوب) المملوك لشركة (غوغل) قد رفض أن يزيل مقطعًا من الفيلم الذي يسخر من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والذي تسبب في ردود أفعال غاضبة في عدد من الدول الإسلامية وتسبب في سقوط قتلى وجرحى. وقالت (غوغل) في بيان لها: (هذا الفيديو، المتاح بشكل واسع على الإنترنت، يتماشى بوضوح مع قواعدنا الاسترشادية، ولهذا سنُبقي على المقطع الذي مدته 13 دقيقة)، وهذا المقطع مأخوذ من فيلم بعنوان (براءة المسلمين) أنتجه أقباط مصريون حاقدون على الإسلام، وأخرجه رجل يصف نفسه بأنه يهودي_ إسرائيلي. وتسبب هذا الفيلم في حالة غضب متأججة في العالمين العربي والإسلامي، تعيد إلى الأذهان الاضطرابات التي اندلعت في عام 2005 عند نشر صحيفة دنماركية 12 صورة مسيئة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، والتي أثارت هي الأخرى موجة غضب عارمة في شتى الدول الإسلامية. من جانبها، طلبت إندونيسيا -وهي أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان - من موقع (يوتوب) وقف بث الفيلم المسيء. وقال غاتوت ديوا بروتو -المتحدث باسم وزارة الإعلام والاتصالات- لوكالة (فرانس برس): (نطلب من يوتوب أن يسحب من موقعه فيديو (براءة المسلمين). وأضاف أن (هذا الفيلم هو بلا شك إهانة لدين برمته، وقد صدم المسلمين الإندونيسيين، ونحن لا نرغب في أن يشعر أي كان بأنه استفز، وأن تحدث أعمال عنف هنا). وأوضح: (لا نزال نتفاوض مع إدارة يوتوب، ونعتقد أنهم سيتعاونون)، مشيرًا إلى أنه لم يتم تحديد مهلة. وكانت إندونيسيا قد أوقفت في الماضي بث أشرطة فيديو معادية للإسلام خصوصًا فيلم (فتنة) في 2008 الذي أعده نائب هولندي يميني متطرف. لكن تم رفع المنع بعد احتجاجات كبيرة من مستخدمي الإنترنت.