يشتكي سكان عمارة 6 بحي طنجة الكائن مقرّه بالجزائر الوسطى من الخطر الذي يهدّد حياتهم بسبب تهدّم أجزاء كبيرة من هذه البناية الموضوعة في الخانة الحمراء في الأيّام السابقة، خاصّة عند التساقط الغزير للأمطار ولو بشكل متقطّع، فالهلع بات يسكن عشرات المواطنين في هذه البناية ويزداد خوفهم كلّما اقترب فصل الشتاء. صنّفت السلطات المحلّية ممثّلة في بلدية الجزائر الوسطى البناية ضمن البنايات الهشّة، والتي وعدت العائلات بأنهم سيستفيدون من سكنات لائقة بعيدا عن هذا الجحيم الذي يطاردهم كلّما حلّ فصل الشتاء، لكن وإلى غاية الساعة ما يزال هؤلاء السكان يعيشون الرّعب خوفا من انهيار البناية عليهم حتى أن البعض من العائلات هجرت بيوتها خلال العطلة، فمنها من انتقلت عند الأقارب أو إلى أيّ مكان آخر ريثما تمرّ هذه الفترة خوفا على أبنائهم، إلاّ أنها أجبرت على العودة عند حلول الدخول المدرسي والاجتماعي. فحتى أعمدة الكهرباء والغاز غير آمنة في هذه البناية، فكثيرا ما تشتعل النيران في أحد أعمدة الشارع المقابل، خاصّة عند اشتداد المطر، وأكثر المتضرّرين في هذه البناية عائلة متكوّنة من 7 أفراد تقطن في سطح البناية والشقّة جدّ مهترئة بفعل العوامل الطبيعية لأنها متواجدة في الأعلى، لذا فهي معرّضة لمختلف الأخطار والأمراض. فإلى متى ستظلّ هذه العائلات تحت وطأة الخوف منتظرة أن تتكرّم السلطات المحلّية لتنفّذ وعودها لهم؟ غير بعيد عن حي طنجة نجد عمارة عمر بن عيسى التي تعرف حالة متقدّمة من التدهور حتى باتت خطرا يلاحق سكانها وحتى البنايات المجاورة لها، وهذا المظهر يتبيّن حتى من الجانب الخارجي. فالعمارة مائلة بشكل شديد، ومن الصّعب تسلّق سلالمها المتشقّقة بشكل خطير. وللعلم، فإن أكثر من 10 عائلات تسكن هذه العمارة في شقق ذات غرفتين، ضيّقة المساحة وأسقفها متدهورة بشكل ملحوظ، حتى بالنّسبة للسلطات المحلّية التي وضعت العمارة في الخانة الحمراء ووعدت بترحيل السكان من هذه البناية، وهذا منذ أكثر من عام، حيث تسلّمت ملفاتهم الكاملة وأرسلتها إلى مصالح دائرة (سيدي امحمد). وقد عبّر بعض السكان لنا عن تأسّفهم لحالة التماطل والتهميش التي تعرّضوا لها خلال هذه العملية بعد أن وثقوا في وعود السلطات المحلّية من خلال إخراجهم من هذه العمارة قبل أن تنهار عليهم، حتى أنهم جمعوا أثاثهم وحاجياتهم منتظرين استفادتهم من هذه العملية إلاّ أن الوعود تبخّرت وطالت حتى مرّ أكثر من عام وجاء فصل شتاء آخر يمرّ على بناية أصبحت تعرف بعمارة الموت في المنطقة، حتى أن بعض أولياء التلاميذ نتيجة خوفهم على أبنائهم رفضوا تسجيلهم في الابتدائية الواقعة خلف العمارة مباشرة، أي أن انهيار البناية قد يسبّب مجزرة في حقّ هؤلاء التلاميذ المنتسبين إلى هذه المدرسة. للإشارة، فإن هاتين العمارتين ليستا حالة فريدة من في الجزائر الوسطى، بل إن السلطات المحلّية أحصت حوالي 10 عمارات في البلدية ستستفيد من عملية الإسكان طبقا لبرنامج ولاية الجزائر الخاص بالقضاء على البنايات الهشّة، بالإضافة إلى عشرات البيوت الأخرى التي تعرف حالة متقدّمة من التدهور، خاصّة وأنها ترجع إلى العهد الاستعماري ولم تستفد من قبل من عملية ترميم. فمئات العائلات تعيش تحت الخطر الأحمر في سكنات أشبه بالقبور في قلب الجزائر الوسطى، والتي تعتبر من أهمّ البلديات من حيث ضمّها لأهمّ المؤسسات الحكومية، مع تمتّعها بميزانية مرتفعة. وعن تأخّر استفادة سكان العمارات العشر المصنّفة في برنامج إعادة الإسكان بالجزائر الوسطى، فإن البلدية تؤكّد في كلّ مرّة إرسالها لملفات العائلات إلى الدائرة، فهذه الأخيرة هي المسؤولة في الوقت الحالي عن هذه العملية. وبين هذا وذاك تبقى عشرات العائلات محاصرة بالموت الذي سيقترب أكثر منها عند حلول فصل الشتاء.