دعت جمعيات أولياء التلاميذ قطاعات التربية إلى ضرورة إيجاد حل فوري للمشكل الذي بات يعاني منه أبناؤهم، في الأطوار الدراسية الثلاثة، بسبب الاكتظاظ الهائل الذي تشهده الأقسام الدراسية في مختلف المدارس التعليمية عبر كافة الوطن، هذا من جهة وكثافة المقرر الدراسي من جهة ثانية، وذلك من خلال إعادة النظر في هذه المشاكل، ومحاولة إيجاد الحل البديل لذلك. أفادت بعض التصريحات الخاصة بجمعيات أولياء التلاميذ أن الدخول المدرسي الجديد ل 2012- 2013 يعد الأسوأ في تاريخ الجزائر المستقلة، وقال بعض الأولياء، إن هناك عددا من المدارس عبر القطر الوطني، تشهد ظاهرة لم يسبق لها أن حصلت من قبل ألا وهي ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام، وتجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي 55 إلى 60 تلميذا في الحجرة الواحدة بمدارس وثانويات في العاصمة وغيرها، في حين أن 25 تلميذا هو العدد الإجمالي للتلاميذ في كل قاعة، وهذا الاكتظاظ يعد من بين الأسباب الرئيسية التي تؤثر على المحصول والمردود الدراسي للتلميذ، فمثل هذه الأمور تؤثر حتما على التلميذ والأستاذ معا، فكل ذلك يعرقل عمل الأستاذ ويجعله يبدل مجهودا أكثر من مجهوده العادي، وحتى التلميذ تقل نسبة استيعابه للدروس. وفي ذات السياق أضاف نفس المتحدثين أن هناك اختلافا جذريا في طريقة التدريس مقارنة بالسنوات الماضية، وهو كثافة المقرر الدراسي خاصة على تلاميذ الطور الابتدائي، فتلميذ السنة الأولى يتعين عليه حمل حقيبة مدرسية أو محفظة قد تعادل وزنه بكيلوغرامات قليلة، وهذا قد ينجر عنه مشاكل جسمية على الكتف والظهر مستقبلا لدى الطفل، داعين إلى وجود حل يساعد التلميذ والأستاذ معا، كوضع خزانات وأدراج الطاولات على مستوى الأقسام الابتدائية، حتى تخفف على التلميذ عناء حمل المحفظة التي يصل وزنها حوالي 12 كيلوغراما على الأقل، هذا إن تعذر وجود حلول أخرى بديلة. وأوضح ممثلو التربية والتوجيه المدرسي لولاية الجزائر، أن مشكل الاكتظاظ في الأقسام، راجع إلى رزنامة التوقيت السنوية للأساتذة، فمثلا إذا كانت هناك 6 أقسام علمية و5 أقسام أدبية، وقسمين في التسيير والاقتصاد، فهذا بالنسبة للطور الثانوي لا يمكن إضافة أقسام أخرى، بمعنى أن ساعات الأستاذ الواحد المقررة في الأسبوع لا تسمح بإضافة أقسام أخرى، فعدد الأساتذة وساعات عملهم هي التي تحدد عدد الأقسام الدراسية في كافة الأطوار،أما عن كثافة المقرر الدراسي، فقال ذات المتحدثين، بأن لجنة التربية والتوجيه المدرسي على دراية بما تقدمه المدرسة من برامج دراسية للتلميذ، لأنها تعتمد على طاقم من المختصين النفسانيين ومختصين في السلوك والتوجيه، وكذا علماء اجتماعيين، فكل هذه الأمور حسبت لها حسابات دقيقة، وبالتالي لا داعي للقلق، هذا من ناحية تزويد المتمدرس بالمعارف والعلوم، أما عن الطور الابتدائي فحجم المحفظة وثقلها على الطفل يشكل مشكلة، فهناك لجان مختصة على مستوى المدارس الابتدائية بما فيها جمعيات أولياء التلاميذ، ستحاول رفع انشغالات الأولياء ودراسة مطالبهم، وهي تطمئنهم بمحاولة إيجاد حلول تتلاءم ومطالبهم بطرق ملائمة وواضحة على المدى القريب، وذلك بمناقشة اقتراحاتهم وأخذها بعين الاعتبار. ومن جهتهم، ثمَّن عدد من الأساتذة مطالب الأولياء لأن الأساتذة هم كذلك أولياء، وهؤلاء التلاميذ أبناؤهم، وقالوا بأن التلميذ حتى يتمكن من الحصول على المادة المعرفية، وخاصة في السنوات الأولى من الطور الابتدائي، لابد من تقليل عدد التلاميذ في الحجرة الواحدة حتى يتمكن الأستاذ من متابعة كل تلميذ على حدى، ويتمكن من اكتشاف قدراته المعرفية، أي كلما قلَّ عدد التلاميذ في الحجرة، كلما ساعد ذلك الأستاذ على توجيه الطفل حديث الدراسة، لأن هذا الاكتظاظ يولد الفوضى واللامبالاة وقلة التركيز مع الأستاذ، خاصة وأنهم تلاميذ جدد وصغار يصعب التحكم في كل واحد منهم، وبالتالي كلما كان العدد قليلا كان الاستيعاب كبيرا.