التحق معظم الطلاب والتلاميذ بمقاعد الدراسة بمختلف المدارس والجامعات في ظروف حسنة، إذ يخضع الأغلبية إلى إجراء الامتحانات الاستدراكية التي ستمكنهم من الانتقال إلى السنة الموالية، وأمام هذا التنافس الكبير بين الطلبة من أجل الظفر بأحسن العلامات راح الكثير منهم يتنافسون للتسجيل ب(المدارس) التي تقدم دروس الدعم، وقد فتحت أبوابها باكرا بمجرد انطلاق الدخول المدرسي لعام 2012_2013 وعرفت إقبالا كبيرا في معظم المواد الدراسية المسطرة وفقا للبرنامج الخاص بهذه السنة. وقد لاحظنا إقبالا كبيرا للتلاميذ على دروس الدعم حيث أكد معظم الأولياء الذين التقيناهم هناك أن مثل هذه الدروس أصبحت تمثل ضرورة من الضروريات باعتبار أن بالرامج التعليمية تحتاج لدروس خصوصية باعتبارها غير واضحة نوعا ما حسب ما أكدته السيدة (حسيبة) وهي أم لأربعة أطفال وتعمل موظفة بمؤسسة عمومية التي كانت متواجدة بإحدى هذه المدارس من أجل تسجيل ابنها الذي يدرس بالمرحلة المتوسطة، حيث لجأت ولى إدخاله إلى هذه المؤسسات الخاصة قصد زيادة وعيه وتركيزه إذ تمكنه من استدراك ما فاته من الأمور المعقدة عليه التي يستحيل فهمها بالمدرسة بالرغم من شروح الأساتذة التي تكون في أغلبية الأوقات محدودة. وفي هذا الشأن فقد أبدى الكثير من المواطنين رأيهم فيما يخص هذه الظاهرة التي عرفت انتشارا واسعا في الفترة الأخيرة، حيث أصبح الكثير من الأولياء وخاصة منهم الأمهات يربطون نجاح أطفالهم بإجراء هذه الدروس، إذ اعتبروها الوحيدة التي من شأنها أن ترفع من المستوى المعرفي لهم، ففي الوقت التي كانت تقتصر فيه سابقا على أصحاب المستويات الضعيفة أصبحت الآن ضرورة لكل تلميذ وبمختلف المستويات وحتى النجباء منهم الذين اعتبروا أنفسهم مجبرين أيضا على اللجوء إلى مثل هذه الدروس بل ذهب البعض منهم إلى تعويضها مكان الدروس النظامية، حيث أصبحت توضع على عاتق هؤلاء التلاميذ مسؤولية حمل كل هذه الدروس من أجل التحصل على أحسن النتائج الأمر الذي أرهقهم وأثقل كاهلهم وقلل من تحصيلهم الدراسي. ولعل الأمر الذي ساعد على انتشار هذه الظاهرة هم الأساتذة الذين سعوا إلى غرس هذا المفهوم في نفوس التلاميذ باعتبارها تجارة مربحة لهم ومصدر رزق يساعدهم في حياتهم على عكس الأسر، حيث أصبحت تثقل كاهلهم نظرا لكثرة المصاريف، ففي الوقت الذي اعتبرها بعض الأولياء ضرورة لضعف المستوى الدراسي لأطفالهم نجد البعض الآخر يلجأ إليها اتباعا للموضة والتقليد والمفاخرة لا أكثر. وللوقوف أكثر على مدى أهمية هذا الموضوع قمنا بالاقتراب من بعض المدارس لمعرفة مدى توافق الأسعار ومدى تداولها من قبل العائلات، حيث تم تحديد السعر وفق متطلبات السوق، إذ عرفت الدروس الخصوصية لهذا العام ارتفاعا بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي التي تم تحديدها بما يقارب 750 دج شهريا بمعدل حصة أو حصتين في الأسبوع، كما رصدنا من خلال هذه المداخلة إقبالا كبيرا لأصحاب الشهادات سواء بالإكماليات أو الثانويات على دروس الدعم، حيث تم تقسيمهم في أفواج تراوح عدد الطلاب بالفوج الواحد من 15إلى غاية 20 طالبا بمختلف المواد وخاصة العلمية منها واللغات الأجنبية. وفي هذا الشأن ارتأينا أن نأخذ رأي الأساتذة الذين اعتبروا أن السعر مقبول بالنظر إلى غلاء المعيشة وارتفاع الكراء والأسعار، خاصة وأن الكثير منهم لا يملكون سكنا حيث أفادنا معظم هؤلاء من خلال حديثنا معهم أنه لا مانع من تقديم مثل هذه الدروس مادامت هناك فائدة تحصد من وراء ذلك بالنسبة للطلبة والأساتذة معا.