تنتشر العديد من المعتقدات والتصورات الوهمية التي لا تزال متداولة بين الجزائريين والتي تعود جذورها الى القدم. وبالرغم من التطورات الحديثة التي عصفت بالدول الأوربية والعربية مع التطور التكنولوجي والاستعمال الواسع لشبكة الأنترنيت، إلا أننا نجد الكثير من المواطنين لا يزالون يحافظون على بعض العادات يستعملونها للتفاؤل وأخرى يتجنبونها خوفا من التشاؤم وجذب (اللعنة) إليهم. ومن خلال هذا، نجد الكثير من الأشخاص يلجؤون إلى الاستعانة ببعض الأشياء لتجنب الحسد أو العين وما شابه من الأمور الأخرى إذ لا تزال هذه الأفعال تنتشر وتلقى رواجا لدى الكثير من الجزائريين، حيث يذهب البعض منهم إلى الإيمان بها وأخذها كأولويات من خلال روايات تروى أو ظواهر ارتبطت بوقائع معينة حصلت في زمن ما، ما جعل البعض يؤكد وجودها. ولعل من بين الأمور التي لفتت انتباهنا تلك التي اعتدنا على سماعها في الأعراس والرامية الى حدوث فأل سيء للرضيع عند دخول العروس الجديدة عليه.، فحسب اعتقادهم أن هذه الأخيرة ستمنع نمو الطفل وتؤدي إلى حدوث مشاكل صحية له، وهذا ما حصل بأحد الأفراح عندما دخلت عروسٌ جديدة إلى البيت في الوقت الذي نسيت أخت العريس إخراج ابنها مما جعلها تقوم بتبليل قطعت قماش من لباس العروس وتقديم تلك المياه للرضيع حتى لا يصاب بأي أذى، ولعل الأمر الذي دفع بهم إلى اللجوء لمثل هذه الأفعال هو حدوث أمور واقعية جعلت منهم يؤمنون بمصداقية الأمر. وهو الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى السير على هذا النحو حسب قولهم، واعتبرت إحدى السيدات التي كانت متواجدة بالمكان أن مثل هذه الاعتقادات التي تؤمن بها الأسر والمتعلقة بالعروس كثيرة ومختلفة حسب اختلاف المناطق والعادات والتقاليد، وكلها تهدف إلى تجنب الفال السيئ الذي قد يلحق الأذى بالعروس وزوجها أو بالأفراد المحيطين بهم من العائلة. ولعل الأمر المضحك ونحن نحضر إحدى مراسيم الزفاف، حينما بدأت تتساقط قطرات الأمطار، هنا بدأ الحديث يتداول بين الكثيرات ممن كن بالمكان من خلال قولهم، لقد أكلت من القدر أو المقلاة، الأمر الذي أدى الى تساقط الأمطار في يوم عرسها. وأمام كل هذه المعتقدات فإن رأي السيدة (مسعودة) كان مخالفا تماما من خلال قولها: (لا أحب الانسياق وراء هذه الأقوال لأنني اعتبرها نوعاً من أنواع الخرافات، وأانا شخصيا أفضل أن أوكل كل مجريات حياتي إلى الله عز وجل، لأنه وحده العليم بما هو مسطر لنا، واعتبر التصديق بمثل هذه الأمور جهلاً وخروجاً عن طاعة الله لأنه من ضعف الإيمان". والغريب في الأمر هو تجسيد البعض من هؤلاء لهذه الأفعال على أرض الواقع كوضعهم للعجلات فوق الأسطح والتي تساهم بصفة كبيرة في تشويه منظر البناية من الخارج بحجة إبعاد العين عن البيت، ومنها أيضا نجد سكب القهوة التي تدل على قدوم خبر سار ومفرح، كأن يتقدم خطيب إلى المنزل، وقيام الفتاة الصغيرة بكنس المنزل ينبئ بقدوم الضيوف إلى المنزل، وارتداء ثوب مقلوب يعني شراء ثياب جديدة في أوقات قريبة وغيرها من الأفعال الأخرى. ويضاف إلى ما سبق، بعض الإشارات الأخرى ومنها حكّ الحاجب أو اليدين التي تدل على إدخال أو إخراج النقود، هذه الحركات والاعتقادات التي لا تزال تلازم جيلنا بالرغم من التطورات الحاصلة مما أوجب توعية أكثر لمثل هذه الأمور وعدم اتخاذها كأولويات في الحياة من أجل عيش حياة طبيعية.