تضاربت الانباء بشأن حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنه مسلحو حركة شباب المجاهدين أمس الثلاثاء على فندق وسط العاصمة مقديشو بداخله عدد من نواب البرلمان ويبعد عن القصر الرئاسي عدة امتار. وقال مراسل قناة "العربية" ان ثلاثة مسلحين من حركة شباب المجاهدين تنكروا في الزي العسكري للقوات الحكومية واقتحموا الفندق، وقاموا بقتل نحو 15 برلمانيا كانوا بداخله، فيما اصيب عدد من المدنيين. واضاف "فور هذا الاقتحام دار تبادل لاطلاق النار بين المسلحين والقوات الحكومية المدعومة من الاتحاد الافريقي، مما اسفر عن سماع دوي عدة انفجارات داخل الفندق، وسط توقعات بسقوط عدد من المدنيين". على الجانب الاخر، قالت مصادر من حركة شباب المجاهدين "ان المسلحين هاجموا الفندق في عملية مخطط لها، في وقت كان بداخله نحو 60 مسئولا رفيعا تم القضاء عليهم جميعاً". واضاف المصدر، دون الكشف عن اسمه، "بعد انتهاء عملية قتل المسئولين، تمركزت وحدة داخل الفندق لمواجهة القوات الحكومية المدعومة من قوات الاتحاد الافريقي". وقالت مصادر حكومية ان الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ احمد يوجد بالقصر الرئاسي الذي يبعد عن الفندق مسافة 500 متر فقط، وانه لا توجد مخاوف من اصابته بأي اذى. واندلعت اشتباكات منذ مساء الاثنين في حي بندرة ثم سقطت العديد من القذائف على سوق بكارة شمالي مقديشو، حيث يستخدم الجانبان المدفعية الثقيلة، مما اسفر عن مقتل اربعين شخصا واصابة نحو مائة بجروح. وجاءت هذه المعارك فور اعلان المتحدث باسم حركة الشباب المجاهدين الشيخ علي محمود راغي عن بدء "معركة فاصلة" في مقديشو ضد قوات الحكومة وقوات الاتحاد الافريقي. وقال "هذه الحملة ستكون فاصلة في الصراع الدائر منذ فترة في العاصمة مقديشو بين القوات الحكومية والمجاهدين، لذا تعلن حركة الشباب المجاهدين يوم 13 رمضان المبارك بدء حملة عسكرية واسعة باسم نهاية المعتدين ضد القوات الصليبية الغازية". وتزامنت العملية مع اعلان مسئول بالاتحاد الافريقي وصول مئات من جنود اوغندا إلى مقديشو لتعزيز قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي لمساعدة حكومة الصومال في معركتها ضد المسلحين الإسلاميين. وكانت اوغندا اعلنت الشهر الماضي انها مستعدة لارسال قوة اضافية من جنود حفظ السلام قوامها 2000 جندي إلى الصومال عقب قتل أكثر من 70 شخصاً في تفجيرين منسقين اثناء مشاهدة نهائيات كأس العالم في كمبالا.وأعلنت حركة الشباب الصومالية المسؤولية عن الهجمات. ويشكل جنود اوغندا غالبية القوة البالغ قوامها 6100 جندي بينما يتولى جنودٌ من بوروندي حماية قصر الرئاسة والمطار. وقرر الزعماء الافارقة الذين اجتمعوا في اوغندا الشهر الماضي رفع سقف مستويات القوات في الصومال الذي يبلغ 8100 جندي. وتعهدت الهيئة الحكومية للتنمية "ايغاد" المؤلفة من دول شرق افريقيا وغينيا وجيبوتي بإرسال قوات. واجتذب مسلحو حركة الشباب الذين يسيطرون على معظم العاصمة ومناطق كبيرة في وسط وجنوب الصومال مقاتلين أجانب. وتشير تقديرات إلى أنه منذ بداية عمليات مقاتلي حركة الشباب قتل أكثر من 21 الف صومالي وفر 1.5 مليون من ديارهم ولجأ نحو نصف مليون آخرين إلى دول أخرى في المنطقة. وقالت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة في تقرير الاثنين ان ربع سكان الصومال أو مليوني شخص يحتاجون الى مساعدات انسانية.