بقلم: فاطمة الزهراء بولعراس* هاهي الطبعة الخامسة لمهرجان الشعر النسوي تهل علينا هذه السنة مقترنة بخمسينية الاستقلال، تلك السُّنة الحسنة التي سنتها وزارة الثقافة برعاية رئيس الجمهورية، المجاهد عبد العزيز بوتفليقة. إن هذا المهرجان فضاء رائع يفتح للمبدعات في كل سنة وبشعارات مختلفة بدءًا بشعار (وحملن القلم إلى الأرض.. ماتكتبين إلى المرأة والثورة.....الحركية والإبداع) وقبلها أيضا شعارات تحمل في طياتها الهم العربي(فلسطين). أجل إن مهرجان الشعر النسوي بقسنطينة والتي تشرف عليه الشاعرة الجميلة روحا ومنظرا، منيرة سعدة خلخال، التي أنارت بابتسامتها نفوس الضيفات وأسعدت باهتمامها بكل صغيرة وكبيرة كل الحاضرين والحاضرات. هذا الفضاء الجميل الذي يفسح كل سنة في مدينة إبن باديس مدينة العلم والعلماء، جدير بالاحترام لما يبسط فيه من خير وما يعرض فيه من إبداع، هو فضل يشعرك بالبهجة والاطمئنان على الجزائر التي لا يعرف لها البعض سوى الوجه السيء وخاصة في العشرية الأخيرة. هي سيرتا إذن مدينة الشهد، مدينة الحلي والحُلى الذهبية... المدينة المتفيهقة بمدنيتها تنزل من سجرها وتتخلى عن صلابة الصخر في كبرها وكبريائها لتخدم بصدق وسخاء فراشات الإبداع اللواتي أقبلن من شرق الجزائر وغربها، من شمالها وجنوبها ومعهن أخريات ملونات من المغرب وتونس أتين جميعا لينشدن لنبض الوطن، للجزائر وللوطن الكبير من المحيط إلى الخليج هؤلاء الجميلات اندمجن في ألفة غريبة وكأنهن كن معا منذ الوجود، ألفة أعادت إلى الأذهان تلك اللحمة التي ربطت الجزائريين ببعضهم عبر سنوات النضال وربطتهم بغيرهم من إخوانهم العرب والمسلمين. تغني الجميلات لنبض الوطن وتتدفق دموعهن صادقة وهنّ يرددن أشعارا كل تسابيحها من حنايا الجزائر. نعم حضرت المهرجان سيدات سابقات فاضلات رموزا للمرأة الجزائرية المجاهدة.. حضرت زهور ونيسي إبنة قسنطينة الأصيلة التي ترتفع في أعين الجميع لقاء بعد لقاء يرفعها تواضعها ووطنيتها. حضرت الممثلة الأروع شافية بودراع والتي يعرفها الجزائريون باسم (اللاّعيني) عن دورها الذي أبدعت فيه في مسلسل (الحريق) المشهور....هذه السيدة أبكت الحضور بعفويتها وصدقها ووطنيتها، هذه المرأة التي اجتمعت الشواعر حولها يبحثن عن سر امرأة قادمة من الزمن الجميل فعرفن فيها جميلة بوحيرد، وحسيبة بن بوعلي، وكعولة تونس، وأخريات عشقن الجزائر حتى الموت. حضرت دكتورات ودكاترة رائعات من بعض جامعات الجزائر المستقلة من قسنطينة، تيزي وزو... ومن جيجل ومن سيدي بلعباس ...الخ. إنه المهرجان.. إنها قسنطينة.. إنها الجزائر.. هنيئا لنا هذا المهرجان هنيئا لقسنطينة هذا الشموخ هنيئا للجزائر بالنواعم ينشدن وبكل اللغات من أجلها وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر..