* الإبراهيمي في دمشق من أجل "هدنة العيد" ضمّت الجزائر صوتها إلى أصوات الداعين إلى وقف حمّام الدم في بلاد الشام، وأكّدت (دعمها الكامل) لنداء الهدنة في سوريا الذي أطلقه المبعوث المشترك للأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي بمناسبة عيد الأضحى المبارك. أفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أمس السبت بأن (الجزائر التي ما فتئت تنادي إلى الحوار من أجل حلّ الأزمة في سوريا تعبّر عن دعمها الكامل لنداء السيّد الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية لهدنة في سوريا بمناسبة عيد الأضحى المبارك). ويضيف بيان الخارجية: (وإذ تدعو الأشقّاء السوريين إلى أن يستلهموا من القيم العليا للرّحمة والتضامن التي يحملها هذا اليوم المبارك لإسكات لغة السلاح تناشدهم لإعلاء معاني الأخوّة والتسامح المتجذّرين في وجدان كلّ مواطن سوري). وعبّرت بالمناسبة الجزائر عن قناعتها بأن (هذه الهدنة ممكنة بفضل تضافر جهود كلّ الأطراف ومساهمة الجميع في المساعي الدؤوبة لجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي لوضع حدّ لدوامة العنف في سوريا). وأشار بيان وزارة مدلسي من جهة أخرى إلى أن (الحكومة الجزائرية تعقد آمالا كبيرة في أن يجد الأشقّاء السوريون في هذه اللّحظة الاستثنائية سبيلا ومناسبة سانحة لفتح ديناميكية للحوار والمصالحة). في سياق ذي صلة، التقى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق أمس السبت (ليضغط من أجل وقف قصير لإطلاق النّار بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة التي تسعى للإطاحة به). ودعا الإبراهيمي إلى وقف لإطلاق النّار خلال عيد الأضحى الذي يبدأ فجر يوم الجمعة المقبل في الانتفاضة المستمرّة منذ 19 شهرا، والتي يقول نشطاء إنه سقط فيها 30 ألف قتيل على الأقل. ولم ترد تفاصيل على الفور عن المحادثات إلاّ أن سوريا قدّمت حتى الآن ردّا حذرا على اقتراح الإبراهيمي، مشيرة إلى أنها تريد ضمانات بأن مقاتلي المعارضة سيقومون بخطوة مماثلة لأيّ خطوة تتّخذها قوات الأسد. ويقوم الإبراهيمي مبعوث الأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية الخاص بشأن سوريا بجولة مكّوكية في المنطقة بهدف إقناع مؤيّدي الأسد الرئيسيين وخصومه بدعم فكرة التوصّل إلى هدنة خلال عطلة عيد الأضحى. ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو كلّ الأطراف إلى الالتزام بوقف لإطلاق النّار لمدّة ثلاثة أو أربعة أيّام. وأيّدت إيران وهي واحدة من أبرز مؤيّدي الأسد الدعوة، لكنها أضافت أن المشكلة الرئيسية في سوريا هي التدخّل الأجنبي. وأيّدت الولايات المتّحدة أيضا الدعوة لوقف إطلاق النّار. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدّثة باسم وزارة الخارجية: (نحثّ الحكومة السورية على وقف العمليات العسكرية وندعو قوى المعارضة إلى أن تحذو حذوها)، وانهار وقف سابق لإطلاق النّار في أفريل بعد بضعة أيّام فقط من سريانه، وألقى كلّ طرف باللّوم على الآخر في انهياره، واستقال المبعوث الدولي السابق كوفي عنان من منصبه بعد ذلك بشهور لشعوره بالإحباط. وامتدّ العنف عبر حدود سوريا، وتبادلت قوات الأسد إطلاق نيران المدفعية مع تركيا عبر الحدود عدّة مرّات خلال الشهر الحالي ووقع يوم الجمعة انفجار ضخم لسيّارة ملغّمة في بيروت، ممّا أسفر عن مقتل مسؤول مخابرات لبناني كبير قاد التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللّبناني الأسبق رفيق الحريري ووضع سوريا وحزب اللّه اللّبناني في دائرة الاشتباه. وأدان وزير الإعلام السوري عمران الزّعبي التفجير وقال للصحفيين أمس (إن هذه التفجيرات الإرهابية مدانة أينما حدثت وليس هناك ما يبرّرها). ولن يكون هناك مراقبون دوليون للإشراف على هدنة الأسبوع المقبل، وليست هناك مؤشّرات على تراجع أعمال العنف قبل حلول العيد. وقالت الولايات المتّحدة مرارا إن الأسد يجب أن يتنحّى للسّماح بانتقال سياسي في سوريا وألقت باللّوم على روسيا والصين في عرقلة خطوات في مجلس الأمن تهدف إلى زيادة الضغط على حكومة الأسد. وتقول روسيا والصين وإيران إنها تعارض التدخّل الأجنبي في سوريا وتتّهم القوى الغربية بالعمل مع حلفائها من الدول العربية الخليجية لدعم المعارضة السورية المسلّحة في صراع يبدو أنه يتّجه إلى حرب طائفية بالوكالة.