استقبل البومرداسيون عيد الأضحى المبارك، الذي صنع فرحة الكبار والصغار على حد سواء، وشكل نحر كبش العيد أهم ملامح الاحتفال بهذه المناسبة المباركة في مختلف أنحاء ولاية بومرداس، في حين نحر العديد من المواطنين أضحيتهم تجسيدا للمعنى الروحي للعيد، كما كان للصغار موعد مع الترفيه والفرح في هذا اليوم العظيم. ل. حمزة وقد توجهت جموع المواطنين في وقت مبكر إلى المساجد لأداء صلاة عيد الأضحى والاستماع إلى خطبتي العيد التي أبرز فيها الأئمة المغزى من الاحتفال بهذا اليوم العظيم، وأكد الأئمة من على منابرهم على ضرورة (استلهام العبر والدروس من هذا اليوم و التدبر في المعاني السامية له وما ترمز إليه شعيرة النحر التي قام بها النبي إبراهيم الخليل عليه السلام خضوعا وطاعة لأوامر اللّه سبحانه و تعالى)، وبعد قضاء صلاة العيد تغافر المواطنون وتبادلوا التهاني فيما بينهم، ليتجهوا مباشرة إلى نحر أضاحيهم وتطبيق سنة سيدنا إبراهيم الخليل، رغم أنها تطلبت مبالغ مالية معتبرة، نظرا للارتفاع الفاحش الذي ميز أسعار الكباش، إلا أن الخسارة كانت أهون بالنسبة للبعض، على أن تتحول الأضحية إلى مقياس تقاس به وضعيتهم الاجتماعية! واستجابة للتقاليد، سادت بعد عملية النحر مظاهر احتفال متنوعة، حيث التقى الأهل والأقارب والأحباب وسط أجواء حميمية، كما شهدت المقابر توافد أعداد هائلة من المواطنين الذين ترحموا في هذه المناسبة على ذويهم، وزادت حلاوة العيد من خلال الحركة الدؤوبة للأطفال، الذين غزوا الشوارع وحدائق التسلية وهم يرتدون أجمل الثياب ويحملون أنواعا مختلفة من الألعاب. لم نتمكن من دخول قصّابة (عمي بلقاسم) المتواجدة في ببلدية بغلية شرق ولاية بومرداس، نظرا للعدد الكبير من الناس المتجمعين في شكل طابور أمام باب الدكان، وهم يراقبون مهارة وسرعة (عمي بلقاسم) في تقطيع الأضاحي وفصل أجزائها بكل كفاءة، حيث يقوم الناس بجلب أضاحيهم عند الجزار من أجل تقطيعها بشكل جيد، وقال عمي بلقاسم الذي امتهن القصّابة منذ 47 سنة: (يقوم العديد من المواطنين بجلب الأضاحي للجزارين لأنهم لا يملكون أدوات التقطيع اللازمة من جهة ومن جهة أخرى لأنهم لا يتقنون هذه العملية). كما أن الجزار يقطع الأضحية حسب رغبة الزبون وطلبه، وفي هذا الشأن يقول عمي بلقاسم: (نحن نعمل بالمثل القائل -المشتري سلطان- نحن نلبي رغبات كل واحد وبالطريقة التي يريد تقطيع أضحيته بها)، مشيرا إلى أن بعض الناس يفضلون عدم تقطيع بعض الأجزاء كالفخذ مثلا.. يتقاضى الجزار مقابل تقطيع الأضحية أجرا، وذلك حسب حجمها، حيث صر ح محدثنا (أتقاضى عن الكبش الواحد ما بين 800 و1000 دينار)، وأضاف ذات المتحدث أنه يقوم بتقطيع الأضحيات صبيحة اليوم الثاني من العيد ليتوقف عن العمل بعد صلاة الظهر قائلا: (أقوم بتقطيع حوالى 15 أو 20 أضحية صبيحة العيد وأتوقف بعد ذلك عن العمل). نفس المظاهر سادت في اليوم الثاني للعيد، حيث تواصل مشوار التهاني وتبادل الزيارات، صلة الأرحام وزيارة الأقارب، لأن أيام العيد ليست أيام لهو وغفلة، بل هي أيام عبادة وشكر، والمؤمن يتقلب في أنواع العبادة ولا يعرف حد لها.. ومن تلك العبادات التي يحبها اللّه ويرضاها: صلة الأرحام وزيارة الأقارب، وترك التباغض والتحاسد، والعطف على المساكين والأيتام وإدخال السرور على الأرملة والفقير.. ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم.