* انطلاق فعاليات مسابقة الجزائر الدولية للقرآن الكريم باتت الجزائر في السنوات الأخيرة تتحول إلى "عاصمة للذكر الحكيم" وبلدا يتلى فيه القرآن "آناء الله وأطراف النهار" كلما حل شهر رمضان المعظم، "الذي أنزل فيه القرآن"، وهو أمر يبعث على الارتياح، وينسف نظرة بعض أعداء الجزائر الذين يسعون دائما إلى إلحاق بلادنا بركب التغريب والزعم بأنها أقرب إلى العالم الغربي منها إلى محيطها العربي والإسلامي. تنافس في حفظ كتاب الله، مسابقات وطنية ودولية، برامج تلفزيونية استثنائية، ونشاطات كثيرة غيرها تحتفي بالقرآن الكريم، ذلك ما تعيشه الجزائر منذ حلول شهر رمضان الكريم، وإضافة إلى مسابقة "فرسان القرآن الكريم" التي يتابعها كثيرون على التلفزيون الجزائري، تتشرف الجزائر بتنظيم العديد من المسابقات المحلية والوطنية وكذا العالمية خاصة بالقرآن الكريم، وهي مسابقات يُرفع فيها اسم الله، ويتنافس فيها المتنافسون على الذكر الحكيم.. وفي هذا السياق، انطلقت فعاليات الدورة السابعة لجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم أمس الاثنين بدار الامام بالجزائر العاصمة تحت اشراف وزير الشؤون الدينية والاوقاف السيد بوعبد الله غلام الله. وأوضح غلام الله في كلمة الافتتاح أن 43 دولة أكدت مشاركة مرشحيها في هذه المسابقة مشددا على أنه "لا يقصد منها الفوز لكن أن يجتمع هؤلاء الشباب ويتعرفون على بعضهم بعضا والجامع بينهم هو كتاب الله"، مشيرا الى أن جديد المسابقة خلال هذه السنة يتمثل في مشاركة فتاتين الى جانب هؤلاء الشباب احداهن من الجزائر والاخرى من جمهورية مصر العربية. وسيحصل المتسابقون الثلاثة الأوائل على جوائز مالية قدرت الأولى بمليون دينار، أي 100 مليون سنتيم، والثانية ب800 ألف دينار، أي 80 مليون سنتيم والثالثة ب600 ألف دينار أي 60 مليون سنتيم. وتؤطر المسابقة لجنة تحكيم دولية تتشكل من خمسة أعضاء هم الحكمين الدوليين من جمهورية ايران الاسلامية السيد مرتضى سادات فاطمي ومن الجماهيرية الليبية السيد محمد مخزوم حكومة بالاضافة الى الحكام الدوليين من الجزائر الدكتور عامر لعرابي من جامعة باتنة والدكتور كمال قدة من جامعة الوادي والاستاذ محمد شيخ من وزارة الشؤون الدينية والاوقاف. متسابقون من روسيا وبورندي لأول مرة كشف غلام الله أن هذه الطبعة من مسابقة الجزائر الدولية للقرآن الكريم ستعرف مشاركة متسابقين من بلدان لم يسبق لها المشاركة في الطبعات الماضية وهم متسابقون من روسيا ومن بورندي مشيرا في هذا الاطار الى ان ثلاث دول تشارك في هذه الفعاليات بفتيان تقل اعمارهم عن 15 سنة وهي كل من بنغلاديش وباكستان ومصر. وأضاف الوزير ان فعاليات المسابقة ستجري في فترة النهار خلال اسبوع الى غاية 26 من شهر رمضان الجاري كما ستنظم حصص مسائية تنطلق بعد صلاة التراويح مشيرا الى انها "فرصة لتصدح حناجر هؤلاء الشباب بالقرآن" منوها بالمتسابقين الذي لا يتكلمون العربية "الا أن الله جعل لهذه القلوب إمكانية استيعاب كتابه وحفظ كلامه وفهمه و الاجابة عن الاسئلة المتعلقة به". وبالموازاة مع فعاليات المسابقة الدولية سيشارك 15 طفلا من الجزائر لا يتجاوز سنهم 15 سنة في المسابقة الوطنية التشجيعية لصغار حفظة القران الكريم. وعلى هامش المسابقة سيحتضن رواق دار الامام معرضا للخط العربي "يدل على عناية المسلمين المعاصرين بالقرآن" كما أكد السيد غلام الله وسيشارك فيه المركز الثقافي الاسلامي بالجزائر وممثلون عن ادارة الثقافة في ايران. وستنتهي فعاليات هذه المسابقة بحفل يقام بمناسبة ليلة القدر المباركة. وبمناسبة اعطاء اشارة انطلاق المسابقة التي حضرها مسؤولون في الحكومة و أعضاء من السلك الدبلوماسي الاسلامي المعتمد بالجزائر قدم الباحث الجزائري الدكتور كمال يوسف تومي محاضرة بعنوان "القرآن والعلم" أكد فيها على ضرورة "الاستلهام من كتاب الله والتفاعل مع احكامه ليمنحنا القدوة وروح التحدي والبحث وطلب المعرفة". واستشهد الدكتور تومي في محاضرته بآيات من القرآن الكريم تحث على طلب العلم واستخدام العقل في خدمة التطور التكنولوجي مثلما جاء ذلك في أمر الله تعالى لنبيه داوود لتطوير صناعة الدروع وفي قصة ذو القرنين التي جاءت في سورة الكهف. وقال الباحث ان كلمة "إقرأ" التي أمر بها الله في كتابه العزيز هي"مفتاح لتصبح الامة المسلمة ايجابية" مؤكدا أن المسلمين لن يصلوا الى أعلى درجات العلم و التقدم الا إذا أصبحوا قادرين على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم.