تنتج أراضينا الشاسعة الكثير من الخيرات ومن بين تلك المحاصيل الزيتون بكل أنواعه الجيدة، وبما أنه موسم جني الزيتون راحت أغلب ربات البيوت إلى التسارع على اقتنائه وجمع كمية منه بغية تحضيره على مستوى بيوتهن وفق طرق جيدة وناجعة تبعدهن قليلا عن لهيب أسعاره في السوق والذي يصل أحيانا إلى سعر 350 و400 دينار للكيلوغرام الواحد، في حين أنه يروج أخضرا بربع السعر، وهو يتوفر حاليا بسعر 100 و120 دينار ليصل النوع الجيد والكبير إلى 130 دينار، بحيث هناك فرق كبير بين بيعه أخضرا وبيعه جاهزا للأكل مما جعل السيدات ينسقن إلى تلك الحيل من أجل المحافظة على ميزانية أسرهن وإمتاع أفراد الأسرة بكيفيات متنوعة من الزيتون ذو النكهات الرائعة. وهي عادة تركتها جداتنا اللواتي كن يجتهدن في إنتاج العديد من الكيفيات التي تدخل في زاد أسرهن من أجل المحافظة على جيوب أزواجهن ومساعدتهن وعدم حرمان أفراد الأسرة من تذوق بعض الكيفيات، ويعتبر الزيتون من بين تلك الكيفيات التي اجتهدت فيها النسوة وورثن العادة عن السلف الصالح، ولازالت مترسخة إلى غاية اليوم خاصة وأنها كيفية لا تحتاج إلى العديد من اللوازم فهي تقتصر على الخل والملح وبعض الخضر حسب الحاجة والأذواق لإضافة نكهات إلى الزيتون على غرار الجزر والبسباس والفلفل الأخضر والخيار....إلا أنها خضرا لا تعد ضرورية فهي على حسب الأذواق. وقد راح أغلب التجار إلى عرض الزيتون الأخضر بالنظر إلى الطلب المتزايد عليه من طرف النسوة في مثل هذه الآونة، وتوفرت أنواع من الزيتون منه الخشن والرقيق كما اختلفت ألوانه وتنوعت بين الأسود والأخضر والبنفسجي القاتم، وعرف إقبالا من طرف النسوة اللواتي تسابقن إلى الظفر به قبل نفاده من الصناديق وإضاعة الفرصة، خاصة وأنه عرض بأسعار ملائمة لا تقارن بالأسعار التي يعرض بها الزيتون الجاهز أو المخلل والذي يصل أحيانا إلى 400 دينار خاصة في رمضان المعظم أين يكثر تناول الأسر لأنواع من الزيتون. وعرض ب 100 و120 دينار تبعا للأنواع وكذا الحجم ليصل أجود نوع إلى 150 دينار حتى أن هناك من الباعة من ذهبوا إلى شرح طريقة تحضيره إلى بعض السيدات اللواتي يجهلن طريقة تحضيره بالبيت، ما بينه أحد الباعة بسوق بئر توتة بحيث لم يتوان حتى على عرض براميل لزيتون محضر على طريقته وما دفعه إلى ذلك هو جهل بعض النسوة لطريقة تحضيره كما قال، ورأى أن العجائز يقبلن على أخذه من دون سؤال، أما بعض الأوانس والسيدات يسألونه عن كيفية التحضير ولا يبخل عليهن بالطريقة بل حتى أنه جهز بعض البراميل من أجل بيعها على تلك الحالة، ولا يسع المرأة إلا تركه لفترة ليست بالطويلة ثم تقديمه لأفراد أسرتها جاهزا، فهو يعتمد في العادة على الخل والملح كأساس في تحضيره بعد جعل بعض الخطوط أو الشقوق في الحبات عن طريق سكين من أجل امتصاص الملح، وهناك من تذهب إلى إضافة نكهات كالثوم والبصل وحتى بعض الخضر لإثراء ذوقه ونكهته، لتبقى كل تلك الحيل تصب في وعاء المحافظة على ميزانية الأسرة من جهة ومن جهة أخرى إمتاع أفراد العائلة بمنتجات منزلية من صنع أنامل النسوة.