تعدّدت آراء المواطنين الجزائريين حول التصويت في الانتخابات المحلّية القادمة، والتي لا يفصلنا عنها سوى يومين فقط، فهناك من هو متحمّس للإدلاء بصوته وهناك من يفضّل عدم الانتخاب ولكلّ واحد أسبابه الخاصة. كانت الأسابيع الثلاثة الماضية قد شهدت الحملة الدعائية للأحزاب السياسية المرشّحة لانتخابات المجالس البلدية والولائية التي ستجرى يوم الخميس المقبل، حيث نشّطت هذه التشكيلات السياسية عدّة تجمّعات ولقاءات جوارية شرحت من خلالها برنامجها الانتخابي، حيث تمكّن المواطن من الاطّلاع على كافّة البرامج والمشاريع التي جاءت في خطابات رؤساء وأمناء الأحزاب ومرشّحي القوائم الانتخابية. واختلف الرّأي في الشارع الجزائري بين رافض للاقتراع ومؤيّد له، خاصّة فيما يخص انتخابات المجالس البلدية باعتبار أن المرشّح من أبناء البلدية وعلى دراية تامّة بأحوال المواطنين ومشاكلهم، وهذا ما تمّ تداوله عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تمثّل منبرا للجزائري يلجأ إليه في كلّ مناسبة ليعبّر عن وجهات نظره في ما يحصل على الصعيد الوطني والدولي. وتباينت وجهات النّظر بين متحمّس للأمر الذي اعتبروه حقّا وواجبا وهذا باختيار الأفضل لقطع الطريق أمام الأشخاص غير المناسبين والانتهازيين. وبرّر هؤلاء موقفهم بأنهم لو امتنعوا عن التصويت فسيمنحون الفرصة لعديمي الكفاءات للوصول إلى كرسي البلدية، وبالتالي الوقوع في مشاكل كبيرة وضياع فرصة إصلاح البلدية، خاصّة وأن القوائم الحزبية تضمّ عدّة أوجه جديدة نأمل أن تعمل إن فازت على تحسين الظروف المعيشية، يضيف (الفايس بوكيون) المتفائلون، إضافة إلى أن كلّ متطلّباتهم موجودة ضمن برامج المرشّحين. من جهة أخرى، صرّح مجموعة من الشباب عبر حساباتهم الشخصية في (الفايس بوك) بعدم التوجّه إلى مكاتب التصويت يوم ال 29 نوفمبر لعدم قناعتهم بشفافية هذه الانتخابات لأنها حسبهم لن تغيّر شيئا من الواقع المعاش ولأنها ليست أوّل مرّة يوعدون فيها بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وتبقى مجرّد وعود، لنجد أحد التعليقات لشابّة تقول فيه (كيف؟ ولماذا؟ ولمن أنتخب؟ فلا فرق بين رئيس البلدية الأوّل والرئيس الذي سيخلفه، فكلّهم، حسب ما جاء في المواقع الاجتماعية يخدمون مصالحهم الشخصية ويتركون المواطن غارقا في مشاكله، خاصّة فئة الشباب). وبالرغم من التباين الذي لاحظناه في أوساط الشباب الجزائري حول مدى نجاعة هذه الانتخابات إلاّ أنهم جميعهم تراودهم نفس الانشغالات والطموحات التي يمكن حصرها في الحصول على مسكن ومنصب عمل يكفل لهم الاستقرار والعيش الكريم، وكلّهم أمل في أن تلقى هذه الانشغالات صدى لدى المرشّحين الجدد.