من المتوقّع أن تفتح محكمة جنايات العاصمة خلال الأيّام القليلة القادمة ملف عضو سابق في حزب الفيس المحظور يدعى (ب. الهادي) مكلّف بالخزينة المالية، لمواجهة تهم تكوين جماعة أشرار وترؤس عصابة مسلّحة والمشاركة في حركة تمرّد قصد الاستيلاء على الأسلحة والمعدّات وذلك بالتعدّي على أميرالية قاعدة بالجزائر والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد. حسب الملف القضائي فإن المتّهم مغترب بإيطاليا كان ينشط بداية التسعينيات في الجبهة الإسلامية للإنقاذ وقرّر بعد وقف المسار الانتخابي سنة 1992 واعتقاله لنشاطه السياسي وخروجه من السجن الهجرة إلى إيطاليا والاستقرار في مدينة ميلانو، أين ارتبط بإيطالية ورزق بأربعة أطفال وانخرط في جمعية (أس.أو.أس لمعالجة مدمني المخدّرات) إلى أن اتّصل به (س. كمال) المكنّى (أبو يونس) وأمره بتمثيل الهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الخارج من خلال فتح مكتب في إيطاليا لتوزيع على شباب الجالية الجزائرية هناك المناشير والبيانات التحريضية الصادرة عن الجناح المسلّح للجيش الإسلامي للإنقاذ، إضافة إلى انتمائه إلى تنظيم ينشط في كلّ من مدينة نابولي وروماوميلانو وبافيا، وفي مقاطعاتها ضالع في الأعمال الإجرامية ذات الصلة بتنظيم (القاعدة) الإرهابي ويقوده (جمال لونيسي) وله امتداد لجماعات إرهابية في عدّة دول أوروبية بينها فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، سويسرا وألبانيا ويعتبر جزءا من شبكة الدّعم النّاشطة في الجزائر، على غرار الجماعة الإسلامية المسلّحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال، وأوكلت لهذا التنظيم مهمّة إسناد هذه التنظيمات الإرهابية بالوسائل المادية والمالية لتنفيذ أعمال إرهابية بالجزائر وفي الخارج، وأصبح (ب. الهادي) أمينا لخزانة هذا التنظيم وتولّى إدارة أموالها لدعم العمليات الإرهابية في الجزائر وإصدر مجلّة تتناول الوضع الأمني والعمليات الإرهابية المرتكبة آنذاك في التراب الوطني. وألقت السلطات الإيطالية القبض على المتّهم للتحقيق معه حول تمكينه الجماعات الإرهابية من الأسلحة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية في الجزائر والخارج ومساعدة المهاجرين غير الشرعيين المنضوين تحت لواء التنظيمات المسلّحة لدخول التراب الإيطالي لنقل التعليمات للجماعات الإرهابية بالبلدان الأوروبية الأخرى مثل فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، هولندا، سويسرا وألبانيا وحيازة الأسلحة وتزوير الوثائق، لتدينه محكمة نابولي بثماني سنوات سجنا نافذا عن جرم الانتماء إلى جماعة إجرامية مسلّحة ذات أهداف إرهابية، وه الحكم الذي تمّ تأييده بعد مرور عامين. واستفاد ذات المتّهم من العفو بإيطاليا وغادر روما في سبتمبر 2008 لدخول الجزائر لإيداعه في وقت سابق طلبا لدى القنصلية الجزائرية بإيطاليا للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وانطلق في اتّخاذ الإجراءات اللاّزمة لذلك، غير أن مصالح الأمن ألقت القبض عليه في مطار هواري بومدين الدولي لصدور حكم ضده بالانعدام بمجلس قضاء العاصمة في أكتوبر 1993 عن تهم تكوين جماعة أشرار وترؤس عصابة مسلّحة والمشاركة في حركة تمرّد قصد الاستيلاء على الأسلحة والمعدّات وذلك بالتعدّي على أميرالية قاعدة بالجزائر والقتل.